الذكاء الاصطناعيعلم و تكنولوجيا

من الكتابة إلى الكلام: كيف يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل لغتنا؟

تعبيرية (simplilearn)

فريق UrKish News

برلين – منذ إطلاقه في أواخر عام 2022، أصبح “تشات جي بي تي” (ChatGPT) أداة يعتمد عليها الملايين في صياغة رسائل البريد الإلكتروني والمقالات والنصوص اليومية، لكن تأثيره لم يعد يقتصر على الكتابة فحسب بل امتد إلى تغيير الطريقة التي يتحدث بها الناس.

وكشفت دراسة حديثة أجراها معهد “ماكس بلانك” الألماني، ونشرتها مجلة Scientific American أن مفردات شائعة في “تشات جي بي تي” مثل delve وtapestry وnuance، باتت تُستخدم بشكل متزايد في الحوارات اليومية.

واعتمد الباحثون في دراستهم على تحليل أكثر من 700 ألف ساعة من المقاطع الصوتية والمرئية على منصّات مثل يوتيوب والبودكاست حيث رصدوا ارتفاعا ملحوظا في استخدام مفردات وأساليب مشابهة لتلك التي ينتجها الذكاء الاصطناعي حتى من قبل أشخاص قد لا يدركون ذلك.

ويرى الخبراء أن لغة “تشات جي بي تي” – التي تتسم بالنغمة الأكاديمية المصقولة والعبارات المنمّقة – بدأت تتسلل إلى اللغة المنطوقة مع انتشار استخدام الذكاء الاصطناعي في المهام اليومية مما يجعل تأثيره على الخطاب العام أكثر وضوحا.

وقال البروفيسور جون كلاينبرغ، أستاذ علوم الحاسوب في جامعة كورنيل: “لغة تشات جي بي تي معدية لأنها تُشعر المتلقي بالثقة والسلطة” مشيرا إلى أن استخدام بعض المفردات مثل delve قد ارتفع بنسبة 51% منذ إطلاق الأداة.

وبينما يرى الباحثون أن الذكاء الاصطناعي يساعد في تحسين وضوح النصوص وزيادة الثقة في الكتابة خصوصا لغير الناطقين باللغة الإنجليزية إلا أنهم يحذرون من أن الإفراط في الاعتماد عليه قد يؤدي إلى تآكل الأسلوب الشخصي وفقدان الطابع الإنساني في التعبير خاصة في المواقف العاطفية.

أشارت دراسة نُشرت في مجلة Smart Learning Environments إلى أن استخدام “تشات جي بي تي” كأداة تدريب على الكتابة ساهم في تحسين مهارات الطلاب، لا سيما في ترابط الجمل وتنوع المفردات ودقة القواعد اللغوية.

وفي السياق ذاته، أوضحت كريستين كروزفيرغارا، الخبيرة في تأثيرات الذكاء الاصطناعي على سوق العمل، أن هذه الأدوات تُمكّن المستخدمين من الكتابة بثقة ووضوح أكبر معتبرة أن ذلك يشكل دعما نفسيا مهما خصوصا لمن يشعرون بالرهبة من الكتابة بأسلوب رسمي.

كما أشار التقرير إلى أن اعتماد “تشات جي بي تي” على الإنجليزية الأمريكية القياسية قد يؤثر على التنوع اللغوي والثقافي ويؤدي بمرور الوقت إلى تراجع استخدام اللهجات والتعابير المحلية.

ويخلص الباحثون إلى أن أدوات الذكاء الاصطناعي باتت تلعب دورا كبيرا في تشكيل اللغة الحديثة داعين المستخدمين إلى موازنة استخدامها مع الحفاظ على أسلوبهم وهويتهم اللغوية الخاصة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء تعطيل حاجب الإعلانات للاستمرار في استخدام موقعنا