
بعد الانهيار المفاجئ لنظام بشار الأسد في سوريا بدأت الديناميكيات السياسية بين روسيا وتركيا في التحول بشكل لافت. التقارير الأخيرة تشير إلى أن روسيا طلبت من تركيا مساعدتها في سحب قواتها من سوريا وهو أمر كان يبدو بعيد الاحتمال قبل أسابيع فقط.
وقد بدأت القوات الروسية المتمركزة في مناطق مختلفة من سوريا مثل الصحراء الوسطى والشمال الشرقي الكردي في العودة إلى قواعدها في محافظة اللاذقية. كما أظهرت تقارير استخباراتية أوكرانية أن روسيا تقوم بنقل أفرادها العسكريين والمعدات إلى داخل أراضيها عبر الجو مما يثير تساؤلات حول مستقبل القواعد العسكرية الروسية في سوريا مثل قاعدة حميميم الجوية ومنشأة طرطوس البحرية التي قد تضطر روسيا للتخلي عنها إذا لم تتوصل إلى اتفاق مع “هيئة تحرير الشام” (HTS).
ويُعتبر هذا التحول في العلاقات بين موسكو وأنقرة أمرًا مفاجئًا. فقد كانت روسيا في السابق الحليف الرئيسي للأسد ووقفَت ضد الطموحات التركية في تغيير النظام في دمشق. لكن اليوم ومع خسارة روسيا للنفوذ في سوريا أصبحت تركيا في موقف قوي. لم يعد أمام أنقرة التفاوض مع الأسد بل مع هيئة تحرير الشام التي تتمتع بعلاقات تعاون مع تركيا.
كما أن العلاقات الروسية التركية تواجه تحديات أخرى. فقد طردت القوات الأوكرانية الأسطول الروسي من البحر الأسود مما قلل من المخاوف التركية حول بحر الأسود. وفي الوقت نفسه، شهدت العلاقات الروسية مع أرمينيا توترًا بعد فشل موسكو في حماية حليفتها خلال حرب كاراباخ مما دفع أرمينيا إلى البحث عن علاقات أفضل مع تركيا.
ومع التغيرات الأخيرة، أصبح لتركيا دور أكثر تأثيرًا في المنطقة. ومع انتهاء العقد بين “غازبروم” الأوكرانية أصبحت تركيا بوابة حيوية للطاقة الروسية إلى أوروبا مما يمنحها القدرة على فرض شروط أفضل في مفاوضاتها مع موسكو.
إلى جانب ذلك، يبدو أن تركيا ستظل تلعب دور الوسيط بين روسيا والغرب حيث يُتوقع أن تتيح المفاوضات حول أوكرانيا التي يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرصة لتقوية هذا الدور.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري ل UrKish News.
Source: The Moscow times