أظهرت حسابات أجرتها وكالة الأنباء الفرنسية استنادًا إلى خرائط نشرها الجيش الإسرائيلي أن “المناطق الأمنية” التي فرضتها إسرائيل داخل قطاع غزة تمتد على مساحة تُقدَّر بـ187 كيلومترًا مربعًا أي ما يزيد على نصف مساحة القطاع البالغة 365 كيلومترًا مربعًا.
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه حوّل نحو 30% من أراضي القطاع إلى “منطقة أمنية عملياتية” يُمنع على الفلسطينيين دخولها في وقت تعيد فيه إسرائيل رسم خريطة القطاع الذي أنهكته الحرب المستمرة منذ أكثر من 18 شهرًا.
وفي هذا السياق، أنشأ الجيش منطقة عازلة واسعة على طول حدود غزة، إضافة إلى ثلاثة محاور عسكرية رئيسية – فيلادلفي وموراغ ونتساريم – تقسم القطاع إلى مناطق منفصلة ما يفاقم من الأوضاع الإنسانية المتدهورة.
ووفق تقديرات الأمم المتحدة، فإن نحو 80% من البنية التحتية المدنية في غزة دُمّر جزئيًا أو كليًا فيما خرجت معظم المستشفيات عن الخدمة وتحولت المدارس إلى مراكز إيواء واضطر مئات الآلاف إلى العيش في خيام وسط الأنقاض.
وفي ظل هذا الواقع، حذرت الخبيرة في الشؤون الاستراتيجية أنييس لوفالوا من أن الاستراتيجية الإسرائيلية قد تهدف إلى جعل القطاع “غير قابل للحياة” عبر تقليص المساحة المتاحة للفلسطينيين والسماح بدخول الحد الأدنى من المساعدات.
من جانب آخر، لا تُخفي أطراف داخل الحكومة الإسرائيلية، وخاصة في اليمين المتطرف، رغبتها في السيطرة الكاملة على القطاع. وقد سبق لوزير المالية بتسلئيل سموتريتش أن تحدث عن “خفض عدد سكان غزة إلى النصف” من خلال “الهجرة الطوعية” في حين سبق أن أعربت الحكومة عن ترحيبها برؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بجعل غزة “ريفييرا الشرق الأوسط“.
ومع غياب خطة واضحة لمرحلة ما بعد الحرب، تبقى التقديرات مفتوحة على جميع السيناريوهات، في ظل مخاوف من استمرار الأزمة الإنسانية وتحول غزة إلى منطقة غير قابلة للحكم أو العيش.
Web Desk
