
وكالات – في تصعيد لافت للتوترات بين الغرب وروسيا، من المقرر أن يدعو الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، اليوم إلى زيادة قدرات الحلف الدفاعية الجوية والصاروخية بنسبة 400% وذلك خلال كلمة أمام مركز “تشاتام هاوس” للأبحاث في لندن.
وتأتي هذه الدعوة في ظل ما وصفه روته بـ”التهديدات الروسية المتزايدة” وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية.
في المقابل، حذر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف من أن حل النزاع مع الغرب غير ممكن دون وقف توسع الناتو مشيرا إلى أن موسكو لم تتلق أي مقترحات أمريكية بشأن الحد من التسلح على الرغم من إدراك واشنطن لتعقيد الوضع، بحسب ما نقلته وكالة “تاس”.
وأكد ريابكوف أن خفض وجود الناتو العسكري في شرق أوروبا سيُسهم في تعزيز الأمن الإقليمي.
ميدانياً، شهدت الحرب تصعيدا غير مسبوق حيث أعلن سلاح الجو الأوكراني أن روسيا شنت ليلة الأحد هجوما قياسيا بـ479 مسيّرة مفخخة تم اعتراض 460 منها، بالإضافة إلى 19 صاروخا من أصل 20 أُطلقت في واحدة من أكبر الهجمات الجوية منذ بدء النزاع.
وفي تطور متصل، قال الجيش الأوكراني إنه استهدف طائرتين حربيتين روسيتين يُعتقد أنهما من طرازي “ميغ-31″ و”سو-30/34” في مطار “سافاسليكا” الروسي، بينما سُمع دوي انفجارات في العاصمة كييف ومقاطعة تشيرنيغوف شمال البلاد. وأكدت السلطات المحلية أن الدفاعات الجوية الأوكرانية تصدت للهجوم الجوي الروسي على العاصمة.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها أسقطت 49 مسيّرة أوكرانية في عدة مناطق روسية، بينها كورسك وفورونيج وبريانسك.
وفي الشرق الأوكراني، أعلنت موسكو أن قواتها تقدمت نحو أطراف منطقة دنيبروبتروفسك، بينما ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن وحدات مدرعة وصلت إلى الحدود الغربية لمنطقة دونيتسك، وبدأت عمليات هجومية باتجاه مناطق جديدة.
وتحدثت مصادر عسكرية أوكرانية عن استمرار القتال العنيف ومحاولات روسية للسيطرة على مدينة كوستيانتينيفكا ذات الأهمية الاستراتيجية.
من جانب آخر، تبادل الطرفان الاتهامات حول تعطيل تبادل الأسرى ورفات الجنود إذ اتهمت روسيا كييف بتأخير العملية ونشرت لقطات تُظهر شاحنات تبريد تحمل جثامين جنود أوكرانيين في طريقها إلى الحدود.
وردت أوكرانيا بنفي الاتهامات مؤكدة أن تبادل الرفات مقرر خلال الأسبوع المقبل واتهمت موسكو بـ”استغلال الموتى لأغراض سياسية”.
وفي هذا السياق، تعهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمواصلة جهود تبادل الأسرى متهما روسيا بـ”اللعب السياسي حتى في القضايا الإنسانية” ومشددا على أن صمود الجنود الأوكرانيين في الجبهات خصوصا بالقرب من بوكروفسك هو ما يُفشل خطط موسكو.
ويأتي هذا التصعيد فيما تشير خرائط عسكرية مفتوحة المصدر إلى أن روسيا تسيطر حاليا على نحو 20% من أراضي أوكرانيا وقد استولت مؤخرا على أكثر من 190 كيلومترا مربعا في منطقة سومي خلال أقل من شهر.
في ظل هذه التطورات، يبدو أن الحرب تدخل مرحلة أكثر تعقيدا وسط غياب أي مؤشرات ملموسة على استئناف المفاوضات، وتزايد المخاوف من اتساع رقعة المواجهة بين روسيا والناتو.
Web Desk