
وكالات – شهدت الحدود المصرية الإسرائيلية واقعة استثنائية أثارت جدلاً واسعاً بعدما تمكن الوشق المصري أحد أشرس القطط البرية وأكثرها رشاقة، من التسلل إلى داخل قاعدة عسكرية إسرائيلية ومهاجمة عدد من جنود الاحتلال. هذه الحادثة التي وصفتها وسائل الإعلام العبرية بأنها “غير اعتيادية” فتحت باب التساؤلات حول كيفية اختراق هذا الحيوان للإجراءات الأمنية المشددة على الحدود وأعادت إلى الأذهان حوادث مشابهة كان أبطالها من الفئران والزواحف.
كيف وقع الهجوم؟
وقعت الحادثة في قاعدة عسكرية جنوب إسرائيل قرب الحدود المصرية حيث فوجئ الجنود بوجود حيوان مفترس داخل المعسكر. ووفقاً لما نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، فقد تعرض الجنود لعضات وخدوش قبل أن يتمكنوا من الاستغاثة واستدعاء مسؤولي هيئة الطبيعة والمتنزهات الإسرائيلية الذين ضبطوا الحيوان بعد العثور عليه مختبئاً خلف أريكة داخل القاعدة.
وفي بيان رسمي، وصف المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي الحادث بأنه “واقعة غير مألوفة” مشيراً إلى أن الجيش فتح تحقيقاً عاجلاً لمعرفة كيفية دخول الوشق المصري إلى القاعدة العسكرية، خاصة أن الحدود تخضع لمراقبة صارمة على مدار الساعة.
الوشق المصري: صياد بارع وقدرات استثنائية
يعتبر الوشق المصري واحداً من أشرس القطط البرية حيث يتمتع بقدرات صيد مذهلة تجعله قادراً على القفز حتى 3 أمتار لاقتناص الطيور أثناء طيرانها، إضافة إلى سرعته التي تصل إلى 80 كم/ساعة.
أبرز مواصفات الوشق المصري:
الطول: بين 60 و130 سم.
الوزن: من 11 إلى 18 كجم.
الفراء: رملي اللون مما يمنحه قدرة على التمويه في البيئات الصحراوية.
المهارات: قدرة فائقة على القفز والتسلق والتخفي مما يجعله من أخطر المفترسات الصغيرة في الطبيعة.
لم يكن الوشق وحده: الفئران تهاجم جنود الاحتلال أيضاً!
لم تكن هذه الحادثة الأولى التي تواجه فيها القوات الإسرائيلية هجمات غير متوقعة من الحيوانات. ففي أغسطس 2024، تعرض جنديان إسرائيليان لهجوم من الفئران أثناء نومهما داخل قاعدة عميعاد شمالي إسرائيل حيث استيقظا ليجدا الدماء تغطي وجهيهما بعد أن قامت الفئران بعضّهما.
وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت، فقد أصيب أحد الجنديين في أذنه بينما تعرض الآخر لجروح في أنفه مما استدعى نقلهما إلى المستشفى لتلقي العلاج واللقاحات المضادة لداء الكلب.
الزواحف المصرية تغزو إسرائيل
لم تقتصر حوادث تسلل الحيوانات المصرية على الوشق والفئران فقد سبق أن أعربت سلطة الطبيعة والمتنزهات الإسرائيلية عن مخاوفها من انتشار الأبراص والسحالي المصرية في وادي عربة جنوب إسرائيل بعد أن بدأت هذه الزواحف بالتكاثر بشكل مفرط مسببةً أضراراً بيئية جسيمة.
وأوضح شاي ميري أستاذ العلوم بجامعة تل أبيب: أن هذه الكائنات تشكل خطراً على المحاصيل الزراعية كما أنها تمتلك قدرة على مقاومة وسائل المكافحة البيئية مما يزيد من صعوبة السيطرة على انتشارها.
جدل واسع: الطبيعة تنتفض؟
أثارت هذه الحوادث تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي حيث رأى البعض أن الحيوانات المصرية باتت تشارك في مقاومة الاحتلال بطريقة غير تقليدية بينما تساءل آخرون عن الأسباب البيئية وراء تكرار ظاهرة تسلل الحيوانات البرية المصرية إلى الأراضي المحتلة.
ورغم استمرار التحقيقات حول هجوم الوشق المصري، تبقى هذه الحوادث دليلاً على قدرة الطبيعة على فرض وجودها في أكثر البيئات المحصنة مما يفتح الباب أمام تساؤلات جديدة حول مستقبل التوازن البيئي في المنطقة.
Web Desk