آراء و مقالات

خمس نقاط رئيسية من مؤتمر ميونيخ للأمن

فرانك جاردنر

لقطة شاشة (AP)

شهد مؤتمر ميونيخ للأمن الذي اختتم أعماله الأسبوع الماضي تصريحات أمريكية أثارت جدلًا واسعًا وأحدثت انقسامات بين القادة الأوروبيين في ظل تطورات جديدة بشأن الحرب في أوكرانيا والموقف الأمريكي تجاه القارة الأوروبية.

في الوقت الذي يلتقي مسؤولون أمريكيون وروس في السعودية لبدء محادثات تهدف إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا وذلك دون دعوة أوكرانيا أو أي من القادة الأوروبيين، الأمر الذي أثار استياء كييف وعواصم الاتحاد الأوروبي. وفي المقابل أعلن القادة الأوروبيون عن قمة طارئة ستُعقد في باريس لمناقشة التطورات الأمنية في القارة، وفيما يلي أبرز النقاط المستخلصة من المؤتمر:

تحولات جذرية في السياسة الأمنية الدولية

أكدت التصريحات الصادرة خلال المؤتمر أن الهيكل الأمني التقليدي لأوروبا القائم منذ الحرب العالمية الثانية لم يعد كما كان. فرغم استمرار عضوية الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلا أن أوروبا لم تعد قادرة على الاعتماد تلقائيًا على الدعم الأمريكي، وفق ما أشار إليه وزير الدفاع الأمريكي بيت هِغسِث الذي شدد على ضرورة أن تتحمل أوروبا الحصة الكبرى من تمويل المساعدات العسكرية لأوكرانيا.

وفي تطور لافت، كشف مسؤولون أمريكيون عن اتصالات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين تمهيدًا لجولة المفاوضات المقبلة. وأكدت واشنطن أن وزير الخارجية ماركو روبيو ومستشار الأمن القومي مايك والتز والمبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف سيشاركون في المحادثات المرتقبة.

من جهته، أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن رفضه لأي اتفاق يتم التوصل إليه دون مشاركة بلاده مؤكدًا أن كييف لم تتلقَّ دعوة لحضور المحادثات.

دعوات لزيادة الإنفاق الدفاعي الأوروبي

على خلفية تصاعد التهديدات الروسية، طالب المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون بزيادة الإنفاق الدفاعي في أوروبا. ويتوقع أن يرفع الناتو الحد الأدنى للإنفاق العسكري من 2% إلى 3% من الناتج المحلي الإجمالي فيما دعا ترامب سابقًا الدول الأوروبية إلى تخصيص 5% من دخلها القومي للدفاع.

ورغم هذه المطالبات، فإن البيانات تظهر أن أوروبا قد تجاوزت الولايات المتحدة في إجمالي المساعدات المقدمة لأوكرانيا حيث خصص الاتحاد الأوروبي أكثر من 70 مليار يورو في مساعدات مالية وإنسانية إضافة إلى 62 مليار يورو كمساعدات عسكرية، مقارنة بـ 64 مليار يورو كمساعدات عسكرية و50 مليار يورو كمساعدات مالية وإنسانية قدمتها واشنطن.

خطاب أمريكي مثير للجدل

في خطوة أثارت استياء القادة الأوروبيين، شن نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس هجومًا لاذعًا على سياسات أوروبا متهمًا الحكومات الغربية بالتخلي عن قيمها الأساسية وعدم الاستجابة لمخاوف مواطنيها بشأن قضايا الهجرة وحرية التعبير.

وقد قوبل خطابه بصمت داخل قاعة المؤتمر فيما وصفه بعض المسؤولين الأوروبيين بأنه “غير مسؤول” و”مهين”. ورغم ذلك لاقى الخطاب دعمًا من بعض الجهات حيث أشاد به ترامب ووصفه بـ”الرائع”.

تصاعد الخلافات التجارية بين واشنطن وأوروبا

لم تقتصر الخلافات الأمريكية-الأوروبية على القضايا الأمنية بل امتدت إلى التجارة حيث أعلن ترامب خلال انعقاد المؤتمر عن فرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 25% على واردات الصلب والألمنيوم ما يعكس تزايد الانقسامات بين الجانبين بشأن السياسات الاقتصادية.

وفي ظل هذه التطورات، تحاول المملكة المتحدة التوسط بين الطرفين حيث أكد رئيس الوزراء البريطاني السير كير ستارمر أن بلاده لن تختار بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مشددًا على أهمية الحفاظ على علاقات متوازنة مع الجانبين.

مستقبل غامض للعلاقات الأمريكية-الأوروبية

يبدو أن مؤتمر ميونيخ لهذا العام قد كشف عن تغيرات جذرية في ميزان القوى العالمية مع تصاعد الخلافات بين واشنطن وأوروبا واندفاع الولايات المتحدة نحو مفاوضات مباشرة مع روسيا بشأن أوكرانيا وسط قلق متزايد في العواصم الأوروبية من أن تؤدي هذه التحولات إلى إعادة تشكيل المشهد الأمني في القارة.

المصدر: المقال باللغة الإنجليزية وتم نقله إلى اللغة العربية بواسطة عبدالرؤوف حسين والآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري ل UrKish News.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء تعطيل حاجب الإعلانات للاستمرار في استخدام موقعنا