
في الوقت الذي تواجه فيه منطقة جنوب آسيا تحديات أمنية متزايدة، تواصل الهند انتهاج سياسة مثيرة للجدل تعتمد على تنفيذ ما يُعرف بـ”عمليات راية مزيفة” (False Flag) وهي هجمات تُنسب إلى باكستان دون أدلة قاطعة. هذه السياسة، وفقًا لمحللين، تُستخدم لتضليل الرأي العام العالمي وتحقيق مكاسب دبلوماسية على حساب استقرار المنطقة.
توظيف الأزمات لتوجيه الاتهامات
يُظهر التاريخ الحديث عددًا من الأحداث التي استغلتها الهند لتوجيه أصابع الاتهام إلى باكستان في أوقات سياسية حرجة:
اختطاف طائرة في يناير 1971: تم تحويل طائرة هندية إلى لاهور وسارعت نيودلهي إلى اتهام باكستان وفرضت حظرًا جويًا على شرق البلاد في خطوة ساهمت في تصعيد التوترات قبيل الحرب.
مجزرة السيخ في مارس 2000: بالتزامن مع زيارة الرئيس الأمريكي بيل كلينتون، قُتل 36 من السيخ في كشمير المحتلة واتُّهمت باكستان في البداية قبل أن تُظهر الأدلة لاحقًا تورط القوات الهندية.
الهجوم على البرلمان في ديسمبر 2001: اعتبرت الهند الهجوم عملًا إرهابيًا مدعومًا من باكستان رغم غياب أدلة ملموسة ما أدى إلى حشد عسكري ضخم على الحدود.
تفجيرات وتناقضات
في فبراير 2007، استُهدف قطار “سمجهوتا إكسبرس” بتفجيرات أسفرت عن مقتل 68 شخصًا أغلبهم من الباكستانيين. وعلى الرغم من الاتهام الفوري لباكستان فقد كشفت التحقيقات لاحقًا تورط متطرفين هندوس في الحادث.
أما في نوفمبر 2008، فقد سارعت السلطات الهندية إلى تحميل باكستان مسؤولية هجمات مومباي إلا أن تحقيقات لاحقة كشفت تناقضات عديدة لا سيما بعد وفاة رئيس وحدة مكافحة الإرهاب هيمنت كاركرے في ظروف مشبوهة مما أثار جدلًا حول الرواية الرسمية.
التوقيت المشبوه والدوافع الدبلوماسية
في يناير 2016 بعد الزيارة المفاجئة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى باكستان، وقع هجوم على قاعدة “باثانكوت” الجوية أُلقيت فيه المسؤولية مباشرة على إسلام آباد دون تقديم دلائل وهو ما اعتُبر محاولة لإفشال التقارب الدبلوماسي.
وكرر المشهد نفسه في فبراير 2019، حين أسفر تفجير في منطقة بولواما عن مقتل 40 جنديًا هنديًا. ورغم توقيت الحادثة المتزامن مع زيارة مرتقبة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى باكستان وُجِّهت أصابع الاتهام سريعًا نحو إسلام آباد قبل أن تتضح لاحقًا مؤشرات على تلاعب داخلي بالحادث.
مخططات مكشوفة
وفي يناير 2023، تمكنت الاستخبارات الباكستانية من كشف عملية هندية مزيفة كانت تهدف إلى تنفيذ هجوم في كشمير المحتلة خلال احتفالات “يوم الجمهورية” في الهند لتلفيق تهمة الإرهاب ضد باكستان.
سياسة ممنهجة وخطر إقليمي
تؤكد هذه الوقائع المتكررة وجود سياسة ممنهجة لدى الهند قائمة على توظيف أحداث مزيفة لتأليب المجتمع الدولي ضد باكستان. ولا يقتصر خطر هذه السياسة على العلاقات الثنائية المتوترة أصلًا بل يُهدد الاستقرار الإقليمي برمته خاصة في ظل امتلاك الجانبين لقدرات نووية.
في ظل هذه المعطيات، يُطالب مراقبون المجتمع الدولي بالتعامل بحذر مع الروايات الهندية حول الحوادث الأمنية ودعوة الجانبين إلى تحقيقات شفافة ومحايدة للحفاظ على السلم في واحدة من أكثر مناطق العالم توترًا.
المصدر: المقال باللغة الأردية وتم نقله إلى اللغة العربية بواسطة حسن محمود، والآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لـ UrKish News.