
أكد الرئيس التنفيذي لشركة “ديب مايند” (DeepMind) التابعة لجوجل، ديميس هسابيس (Demis Hassabis): أن الذكاء الاصطناعي لن يؤدي إلى جعل البشر كسالى أو أقل إنتاجية بل سيساهم في جعلهم أكثر ذكاءً وقدرة على التعامل مع المهام المعقدة.
جاء ذلك في مقابلة حديثة، أوضح خلالها هسابيس أن تقنيات الذكاء الاصطناعي ستُحدث تحوّلات كبيرة في مجالات متعددة، من أبرزها التعليم والبرمجة وعلاج الإدمان مشيرا إلى أن هذه الأدوات الذكية بدأت بالفعل بإحداث تأثير فعلي في هذه القطاعات.
وأضاف أن جوجل كشفت مؤخرًا خلال مؤتمرها السنوي للمطورين عن عدة تطبيقات جديدة من أبرزها نموذج Gemini 2.5 Pro الذي يتميز بقدرات عالية في التفكير المنطقي وGemini View 3 الذي يدمج الصوت والصورة لأول مرة، إلى جانب Gemini Flash الذي وصفه بأنه سيُدهش الكثيرين بقدراته.
وأشار هسابيس إلى أن هذه الأدوات لا تهدف إلى الإزعاج أو الإرباك بل إلى المساعدة موضحا أن المستخدم سيكون قادرا على فهم موضوعات معقدة حتى أثناء انشغاله بمهام أخرى.
كما أكد أهمية تطوير تقنيات جديدة مثل مشاركة الذاكرة بين الأجهزة والتي تعمل عليها جوجل حاليًا.
ولم يستبعد هسابيس تطوّر علاقة المستخدمين مع مساعدين رقميين ذكيين قائلاً: “من الواضح أن الناس يريدون أنظمة تفهم تفضيلاتهم وتواصل الحوار معهم بسلاسة حتى بعد فترات انقطاع”. وأضاف أن هذه المساعدات الذكية ستصبح جزءًا لا يتجزأ من حياة الأفراد كما سيكون لها دور محوري في بيئات العمل المستقبلية.
وردًا على تساؤلات حول ما إذا كان الاعتماد الزائد على الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى كسل الأفراد أو ضعف قدراتهم العقلية، نفى هسابيس ذلك مؤكدا أن الحل يكمن في تعليم الأجيال الجديدة كيفية استخدام هذه الأدوات بذكاء، بدلا من مقاومتها.
وفي سياق متصل، كان هسابيس قد صرّح في مقابلة سابقة خلال أبريل الماضي بأن الذكاء الاصطناعي قد يسهم في القضاء على جميع الأمراض خلال العقد المقبل مؤكدا أن نماذج الذكاء المتقدمة ستُحدث طفرة في قطاع الأدوية من حيث تقليص مدة تطويرها من سنوات إلى أسابيع فقط وخفض تكاليفها بشكل كبير.
كما كشف في كلمة ألقاها بمكتب “ديب مايند” في لندن خلال مارس 2025 أن الذكاء الاصطناعي العام – القادر على أداء مهام معقدة بنفس كفاءة الإنسان – قد يبدأ في الظهور خلال خمس إلى عشر سنوات معتبرا ذلك بداية لعصر جديد من القدرات التقنية الفائقة.