
وكالات – أثار استخدام الولايات المتحدة الأمريكية، مساء الأربعاء، حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة، موجة غضب واسعة بين الدول الأعضاء وسط تحذيرات من أن التاريخ “لن يرحم المتقاعسين”.
وحصل مشروع القرار الذي تقدّمت به الدول العشر غير الدائمة العضوية في المجلس، على تأييد 14 دولة مقابل رفض أمريكي وحيد أسقطه. وطالب النص بوقف إطلاق النار بشكل “فوري وغير مشروط” وإطلاق سراح جميع الأسرى، ورفع “كامل وفوري” للقيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.
وبرّرت واشنطن موقفها بأن القرار “يُقوّض الجهود الدبلوماسية” ويُشجع حركة حماس بحسب ما صرّحت به المندوبة الأمريكية دوروثي شيا التي شدّدت أيضاً على “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها” منتقدة ما وصفته بـ”المساواة الزائفة” بين إسرائيل وحماس.
وفي المقابل، أعربت فرنسا وبريطانيا عن “أسفهما العميق” لنتيجة التصويت بينما وجّه السفير الصيني فو كونغ انتقادا مباشرا لواشنطن داعيا إياها إلى التخلي عن “الحسابات السياسية” وتبني موقف “عادل ومسؤول”.
ووصف السفير الجزائري عمّار بن جامع الفيتو بأنه “صمت لا يدافع عن الموتى” فيما اعتبر السفير الباكستاني عاصم افتخار أحمد القرار الأمريكي “ضوءاً أخضر لإبادة الفلسطينيين” و”وصمة عار أخلاقية” في تاريخ مجلس الأمن.
من جهته، قال السفير السلوفيني صموئيل زبوغار إن مشروع القرار جاء من “شعور مشترك بالمسؤولية” تجاه المدنيين، والأسرى و”أمام التاريخ”.
ويعد هذا الفيتو الأمريكي الأول منذ عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير الماضي كما أنه أول تصويت لمجلس الأمن بشأن غزة منذ نوفمبر، حين استخدمت واشنطن في عهد الرئيس جو بايدن حق النقض ضد مشروع مشابه.
ويأتي ذلك في وقت حذّرت فيه الأمم المتحدة من تفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع الذي يواجه خطر المجاعة، رغم سماح إسرائيل بدخول مساعدات محدودة منذ 19 مايو.
في سياق متصل، أعلنت مؤسسة “غزة الإنسانية”، المدعومة أمريكيا، تعليق عمل مراكزها بعد مقتل العشرات في محيطها بينما رفضت الأمم المتحدة التعاون معها ووصفت مواقعها بأنها “فخاخ مميتة” تفتقر للمعايير الإنسانية.
وفي كلمته أمام المجلس، قال السفير الفلسطيني رياض منصور إن “التاريخ سيحاسبنا جميعاً” إن لم يتحمّل المجتمع الدولي مسؤوليته محذرا من تجاهل “الإبادة الجارية بحق الشعب الفلسطيني”.
وتتزايد الضغوط الدولية على إسرائيل لوقف الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023 عقب هجوم شنّته حركة حماس على جنوب البلاد وما تبعه من تصعيد دموي خلّف آلاف القتلى ومآسٍ إنسانية متواصلة.
Web Desk