اخبار سياسة

كارني يتجه نحو دور عالمي في مواجهة ترامب بعد فوزه بالانتخابات الكندية

دونالد ترامب و مارك كارني (Sky News)

فاز مارك كارني رئيس الوزراء الكندي الجديد في الانتخابات العامة التي جرت يوم الاثنين محققًا انتصارًا لحزبه الليبرالي على حساب المحافظين بقيادة بيير بويليفر وممهّدًا الطريق أمامه لتولي دور قيادي عالمي في الدفاع عن التعددية والتعاون الدولي في مواجهة السياسات الحمائية التي يتبناها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

كارني الذي يُعد أول شخص في التاريخ يتولى رئاسة مصرفين مركزيين من مجموعة السبع – بنك كندا وبنك إنجلترا – يملك خبرة مالية واقتصادية تمنحه مصداقية دولية فورية. وقد لاقت تصريحاته الناقدة لترامب خلال الحملة الانتخابية صدى عالميًا خاصة في ظل تصاعد التوتر بين البلدين إثر فرض واشنطن رسومًا جمركية على صادرات كندا وتهديدات غير مسبوقة بضمها.

وقال كارني خلال كلمة له في أوتاوا: “كندا مستعدة لقيادة تحالف من الدول المتشابهة في القيم… وإذا لم تعد الولايات المتحدة راغبة في القيادة فنحن على أتم الاستعداد لذلك”.

ورغم فوزه، لم يحقق الليبراليون أغلبية مطلقة مما يجبرهم على الاعتماد على دعم الأحزاب الصغيرة لتشكيل حكومة مستقرة. وتأتي هذه النتيجة بعد أشهر من تقدم المحافظين في استطلاعات الرأي قبل أن تتراجع شعبيتهم نتيجة خطابهم القومي المتشدد واقترابهم من أسلوب ترامب، بحسب ما أوردته وكالة “رويترز“.

محللون سياسيون أشاروا إلى أن انتخاب كارني حظي بمتابعة من عواصم عدة، خصوصًا في أستراليا التي تستعد لانتخابات مهمة مطلع مايو، حيث يُنظر إلى فوزه كدليل على تنامي المخاوف العالمية من تبعات سياسات ترامب، ودفع الناخبين نحو الأحزاب الوسطية أو اليسارية.

ويرى مراقبون أن كارني سيعمل سريعًا على تقوية الاقتصاد الكندي وتقليل الاعتماد على السوق الأمريكية عبر توسيع الشراكات التجارية مع أوروبا وآسيا وأستراليا، إلى جانب زيادة الإنفاق الدفاعي وتعزيز التعاون مع الاتحاد الأوروبي.

وبينما تستضيف كندا قمة مجموعة السبع هذا العام، يتوقع أن يسعى كارني لترسيخ دور بلاده القيادي عالميًا دون إثارة مواجهة مباشرة مع ترامب. ومن المرجح أن يعقد لقاءات دبلوماسية رفيعة قد تشمل الرئيس الأمريكي والرئيسة المكسيكية خلال القمة المرتقبة في ألبرتا.

مع ذلك، يرى خبراء أن كارني رغم كفاءته وخبرته الدولية سيواجه صعوبات في لعب دور زعامة غربية فعّالة مقارنة بزعماء مثل أنجيلا ميركل أو إيمانويل ماكرون نظرًا لمحدودية القوة العسكرية الكندية وتحدياتها الاقتصادية الداخلية.

فوز كارني، وإن كان ملهمًا للأحزاب اليسارية حول العالم إلا أنه لا يُعد نموذجًا قابلاً للتكرار بسهولة خاصة أن الناخب الكندي واجه تهديدات مباشرة من ترامب لم تعشها شعوب أخرى. ويُنظر إلى هذه النتيجة كتحذير ضمني للأحزاب اليمينية في العالم: الابتعاد عن خطاب “أمريكا أولًا” إذا أرادت الفوز.

Web Desk

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء تعطيل حاجب الإعلانات للاستمرار في استخدام موقعنا