
أثار ظهور مركبة عسكرية أمريكية تحمل كلمة “كافر” باللغة العربية أثناء دورية قرب مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا، حالة من الغضب بين السكان المحليين الذين وصفوا الخطوة بأنها “استفزازية” و”مسيئة” للمجتمع المحلي الذي عانى طويلا من استخدام هذا المصطلح من قبل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
ورصد مراسل “MEE” المركبة يوم 31 مايو ضمن قافلة أمريكية مكوّنة من نحو 12 مركبة مدرعة جميعها ترفع العلم الأمريكي فيما ظهرت على مقدمة إحدى المركبات كلمة “كافر” إلى جانب صليب مسيحي.
وعند محاولة تصوير القافلة، أوقف جنود أمريكيون سيارة الفريق الصحفي وطلبوا التوقف عن التصوير دون تقديم تفسير.
ويُعدّ مصطلح “كافر” من أكثر الكلمات المثيرة للجدل في السياق السوري حيث استخدمه تنظيم داعش لتبرير أعمال العنف والقتل ضد كل من خالف فكره بمن فيهم مسلمون. ورغم اختفاء التنظيم من المنطقة، رأى السكان في استخدام الكلمة من قبل القوات الأمريكية إساءة متعمدة.
وقالت جيهان، وهي مواطنة كردية (34 عاما): “هذا استفزاز لا معنى له. نحن لا نعتبر الأمريكيين كفارا ولا المسيحيين الذين عاشوا معنا طوال عمرنا في سوريا. لا يوجد أي مبرر لهذا التصرف”.
من جانبه، قال محمد (42 عاما): “هذا المشهد يعيد إلى الأذهان الصورة النمطية السلبية عن المسلمين في نظر بعض الأمريكيين منذ أحداث 11 سبتمبر”.
ولا يزال الغموض يحيط بمصدر الكلمة؛ إذ لم يُعرف ما إذا كانت جزءا من بقايا فترة وجود داعش أو كُتبت لاحقا من قبل أفراد محليين أو جنود أمريكيين بهدف استفزاز جماعات متشددة. ولم تصدر أي توضيحات رسمية من الجانب الأمريكي حتى لحظة نشر الخبر رغم محاولات MEE للحصول على تعليق.
وتأتي هذه الحادثة بعد أسابيع من جدل أثاره وشم على ذراع وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسث يظهر فيه نفس المصطلح مصحوبا بشعار مرتبط بالحروب الصليبية ما قوبل بانتقادات واسعة واتهامات بالإسلاموفوبيا.

وفي سياق موازٍ، أعلن المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك عن خطة لتقليص الوجود العسكري الأمريكي في البلاد من ثماني قواعد إلى ثلاث وصولا إلى قاعدة واحدة فقط في منطقة الحسكة مستقبلا.
وقال باراك: “سياستنا الجديدة في سوريا ستكون مختلفة تماما عن جميع السياسات التي نُفذت خلال المئة عام الماضية لأنها لم تحقق نجاحاً يُذكر”.
ويُقدر عدد القوات الأمريكية في سوريا حاليا بنحو 2000 جندي يتمركزون لدعم العمليات ضد تنظيم داعش فيما تشير تقارير محلية إلى بدء انسحاب بعض الوحدات من قواعد في دير الزور ورميلان باتجاه أربيل في كردستان العراق.
Web Desk