اخبار العالمالحرب التجارية

الصين تفرض قيودا على تصدير معادن نادرة استراتيجية وتُهدد سلسلة الإمداد العسكرية الأمريكية

تعبيرية (UrKish)

فرضت الصين قيودا مشددة على تصدير المغناطيسات المقاومة للحرارة المصنوعة من معادن الأرض النادرة، وعلى رأسها عنصر الساماريوم (Samarium) ما كشف عن ضعف استراتيجي كبير في سلسلة الإمداد العسكرية للولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين.

ووفقاً لما نشرته صحيفة نيويورك تايمز، فإن غياب هذه المغناطيسات قد يعيق قدرة الجيوش الغربية على تعويض المخزونات العسكرية التي استُنزفت مؤخرا نتيجة التوسع في الاستخدامات الدفاعية.

في خطوة مفاجئة، أعلنت الصين في 4 أبريل/نيسان تعليق تصدير سبعة من عناصر الأرض النادرة، إلى جانب المنتجات المصنعة منها أبرزها المغناطيسات عالية الحرارة. وتُعد بكين المصدر الرئيسي لما يزيد عن 80% من الإمدادات العالمية لهذه العناصر مما يمنحها نفوذا استراتيجيا حاسما على صناعات التكنولوجيا والدفاع.

وقالت وزارة التجارة الصينية: إن القرار جاء لـ”حماية الأمن القومي” و”تنفيذ الالتزامات الدولية” مشيرة إلى أن الصادرات المستقبلية ستخضع لتراخيص خاصة مع تشديد خاص على التحقق من المستخدم النهائي خصوصا في الاستخدامات العسكرية.

ورغم منح بكين تراخيص محدودة لتصدير مغناطيسات تحتوي على عنصري الديسبروسيوم والتيربيوم التي تُستخدم في أنظمة المكابح والتوجيه في صناعة السيارات الأمرdكية والأوروبية إلا أن عنصر الساماريوم ظل مستثنى بالكامل من التصدير بسبب أهميته العسكرية الفائقة.

ويُستخدم الساماريوم بشكل شبه حصري في تصنيع مغناطيسات أنظمة توجيه الصواريخ والمقاتلات والقنابل الذكية بفضل قدرته على الحفاظ على خواصه المغناطيسية في درجات حرارة مرتفعة جدا. وتُعد هذه الخصائص ضرورية في المساحات الضيقة وعالية الحرارة مثل رؤوس الصواريخ.

وبحسب خبراء، لم تتمكن الولايات المتحدة خلال أكثر من عقد من تطوير بدائل فعالة للساماريوم الصيني بسبب تعقيدات الاستخراج والتكرير. فبرغم توفر بعض الاحتياطيات في دول أخرى إلا أن عمليات فصل المعادن الأرضية النادرة تتطلب سلسلة طويلة من العمليات الكيميائية المعقدة والمكلفة.

وتأتي هذه الخطوة الصينية في وقت حساس حيث تُعتبر مسألة المعادن النادرة عنصرا محوريا في المفاوضات التجارية الجارية بين واشنطن وبكين في لندن مما يعزز الشكوك حول استخدام الصين لهذه الموارد كأداة ضغط اقتصادية واستراتيجية في صراع النفوذ العالمي.

Web Desk

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء تعطيل حاجب الإعلانات للاستمرار في استخدام موقعنا