
أثار مقال نشرته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية مخاوف من اندلاع “حرب تجارية باردة” بين الولايات المتحدة والصين في ظل الغموض الذي يحيط بسياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خاصة بعد فوزه بولاية ثانية.
وأشار الباحث في مؤسسة “كارنيجي للسلام الدولي” ستيفن ويرثيم إلى أن إدارة ترامب تمضي في مسار يهدد بتفكيك علاقات التحالف التقليدية للولايات المتحدة ويقوض قدرتها على احتواء النفوذ العالمي المتصاعد لبكين كما سبق أن فعلت واشنطن مع الاتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة.
وقال ويرثيم إن أبرز ملامح هذا التحول تكمن في تراجع واشنطن عن دورها الريادي في مجال الطاقة النظيفة لصالح الصين بعد أن أقرّ ترامب قانونا جديدا ألغى الاستثمارات الفيدرالية في هذا القطاع مضيفا أن “الرؤية الرسمية في واشنطن القائمة على المنافسة الشاملة مع الصين بحاجة لإعادة نظر”.
وحذّر المقال من أن استمرار التصعيد الاقتصادي قد يؤدي إلى انقسام العالم إلى نظامين اقتصاديين وتكنولوجيين متوازيين لافتا إلى أن 70% من دول العالم تتبادل اليوم تجارة أكبر مع الصين مقارنة بالولايات المتحدة.
وفي سياق متصل، لفت ويرثيم إلى أن إدارة ترامب ضاعفت العام الماضي الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية الصينية بنسبة 100% ما يُعد حظرا فعليا لها داخل السوق الأمريكية، محذرا من أزمة محتملة إذا لم تتمكن الشركات الأمريكية من إنتاج سيارات بأسعار منافسة.
وفيما يتعلق بالاستثمارات الصينية في الداخل الأمريكي، أشار الكاتب إلى أن مشروعا لشركة “غوشن” الصينية لإقامة مصنع في ولاية ميشيغان يواجه عقبات بسبب موجة رفض محلية تعكس تنامي مشاعر العداء لبكين على خلفية خطاب سياسي يدعو إلى “فك الارتباط” الاقتصادي مع الصين.
وختم ويرثيم مقاله بالتأكيد على أن الرأي العام الأمريكي لا يزال بعيدا عن تبني عقلية الحرب الباردة حيث تُظهر الاستطلاعات أن ثلث الأمريكيين فقط يرون في الصين عدوا ما يجعل من الضروري أن تتخلى النخبة السياسية عن الخطاب التصادمي وأن تبحث عن طرق للتعايش والتعاون مع الصين بدلا من التصعيد.
Web Desk