
وكالات – أعلنت مصادر إعلامية ودبلوماسية متطابقة عن دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل حيّز التنفيذ صباح الثلاثاء بعد تصعيد عسكري واسع كاد أن يجرّ المنطقة إلى حرب مفتوحة.
وقد جاء الإعلان بشكل مفاجئ من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أكد أن الاتفاق جاء ثمرة اتصالات مكثفة ووساطة قطرية فاعلة.
وبحسب مصادر مطلعة، ناقش ترامب ونائبه جيه دي فانس مقترح التهدئة مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في أعقاب الهجمات الإيرانية على قاعدة العديد الجوية في قطر. وخلال الاتصال، أبلغ ترامب الأمير أن إسرائيل مستعدة لوقف العمليات العسكرية مطالبا الدوحة ببذل جهودها لإقناع طهران بقبول المقترح.
وتولى رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إجراء محادثات مباشرة مع مسؤولين إيرانيين أسفرت عن قبول إيران المبادرة الأمريكية. وأكد مسؤول إيراني رفيع في تصريحات للصحافة: أن بلاده وافقت على وقف إطلاق النار استجابة للوساطة القطرية والضمانات الأمريكية.
وفي منشور على منصته “تروث سوشيال”، أعلن ترامب قائلا: “أبارك للجميع هذا الإنجاز، لقد تم التوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل” مشيرا إلى أن الطرفين سينهيان عملياتهما العسكرية خلال الساعات الست التالية على أن يُعتبر النزاع منتهيا خلال 12 ساعة.
مسؤول في البيت الأبيض كشف أن ترامب تحدث هاتفيا مساء الاثنين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فيما تولى فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف مهمة التواصل مع الإيرانيين عبر قنوات دبلوماسية مباشرة وغير مباشرة بدأت منذ أبريل الماضي.
وأوضح المصدر أن إسرائيل اشترطت وقف الهجمات الإيرانية الجديدة مقابل الالتزام بالتهدئة فيما أعربت طهران عن نيتها عدم تنفيذ أي هجمات إضافية من دون أن يتم الكشف عن الشروط الفنية الأخرى خاصة المتعلقة ببرنامج إيران النووي.
وجاء هذا الاتفاق بعد أيام فقط من تصعيد خطير، حين نفذت الولايات المتحدة السبت الماضي ضربات جوية عبر قاذفات “بي-2” استهدفت منشآت نووية إيرانية في أصفهان ونطنز وفوردو ما أدى إلى أضرار كبيرة خصوصا في مداخل منشأة فوردو شديدة التحصين، بحسب صور أقمار صناعية.
وردت إيران مساء الاثنين بإطلاق 14 صاروخا على قاعدة العديد في قطر وقاعدتي عين الأسد والتاجي في العراق من دون أن تسفر عن إصابات بشرية، حسب بيان وزارة الدفاع الأمريكية.
وفي تعليقه على الاتفاق، قال ترامب: “إنه يوم عظيم للعالم” مشيدا بطياري القاذفات الأمريكية الذين نفذوا الضربات ووصفهم بـ”الأبطال الشجعان” معتبرا أن هذه العمليات كانت الحاسمة في دفع إيران نحو قبول التفاوض.
وكانت إسرائيل قد شنت في 13 يونيو الجاري ضربات على أهداف إيرانية حساسة شملت منشآت نووية وقواعد عسكرية في طهران ومدن أخرى، إلى جانب تنفيذ سلسلة اغتيالات استهدفت عشرات القادة العسكريين وأكثر من 14 عالما نوويا مما أدى إلى ردود إيرانية عنيفة طالت عدة مدن إسرائيلية، أبرزها تل أبيب وحيفا وبئر السبع عبر صواريخ ومسيرات.
ولا تزال الحكومة الإسرائيلية حتى لحظة إعداد هذا التقرير تلتزم الصمت الرسمي بشأن الاتفاق فيما يسود هدوء حذر المنطقة وسط ترقب لتنفيذ بنود التهدئة ومراقبة مدى التزام الطرفين بها.
Web Desk