آصف محمود

في ظل الأحداث الجارية في فلسطين أثار تيار من المثقفين تجاه قضايا الأمة جدلًا واسعًا بعدما وجهوا انتقادات حادة للمقاومة الفلسطينية متهمين إياها بـ”الحماقة والابتعاد عن العقلانية”. واعتبر هؤلاء أن الفلسطينيين في غزة يتحملون مسؤولية ما يحدث بسبب اختيارهم طريق المقاومة بدلًا من التركيز على التعليم والتنمية، وفق تصريحاتهم.
هذا التيار الذي يُعرف بتوجيه النقد للمسلمين والانبهار غير المشروط بالغرب، رأى أن حماس “ارتكبت خطأً بمواجهة إسرائيل” وزعم أن هذه المواجهة أضرت بغزة وشعبها. وأكدوا أنه كان ينبغي للفلسطينيين اتخاذ طريق السلام بدلاً من المقاومة المسلحة.
لكن الواقع الميداني يكشف حقائق مغايرة لما تطرحه هذه الانتقادات. وفقًا للإحصاءات الدولية، تعتبر غزة واحدة من أكثر المناطق تعليمًا في العالم الإسلامي حيث يبلغ معدل محو الأمية فيها 96%. وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن نسبة التعليم بين الفتيات والفتيان في غزة متساوية تقريبًا، وهو إنجاز نادر في العالم الإسلامي.
الاتهامات لم تتوقف عند المقاومة بل تجاوزت ذلك إلى تحميل الفلسطينيين مسؤولية الصراع المستمر. ومع ذلك، تُظهر الحقائق التاريخية أن الفلسطينيين قدموا مبادرات سلمية منذ وعد بلفور، تضمنت مقترحات للتعايش المشترك مع اليهود. لكن الصهاينة رفضوا هذه المقترحات وأصروا على تهجير الفلسطينيين قسرًا وإقامة دولة لليهود فقط.
من جانب آخر، يرفض العديد من المحللين تحميل الفلسطينيين مسؤولية التصعيد. ويشيرون إلى أن جذور الأزمة تعود إلى الاحتلال الصهيوني المستمر منذ عام 1948 حيث بدأ الاستيطان القسري وجرائم التهجير بحق الفلسطينيين. ووفقًا للقانون الدولي، فإن استمرار الاحتلال يعني استمرار حالة الحرب مما يمنح الفلسطينيين حق المقاومة.
تشير التقارير الحقوقية إلى استمرار الانتهاكات الإسرائيلية حتى في الضفة الغربية حيث لا وجود لحماس. يُقتل هناك ثلاثة أطفال فلسطينيين يوميًا في المتوسط، بينما يعاني الفلسطينيون الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية من قوانين عنصرية تجعلهم مواطنين من الدرجة الثالثة.
في الوقت الذي يُفترض فيه إدانة الاحتلال الإسرائيلي وسياساته العنصرية، يتساءل مراقبون عن سبب تركيز بعض المثقفين على انتقاد الضحية بدلًا من إدانة الجاني مما يثير علامات استفهام حول مواقفهم ومصداقيتها.
المصدر: المقال باللغة الأردية وتم تلخيصه باللغة العربية بواسطة UrKish News
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري ل UrKish News.