وكالات – اتهمت خبيرة أممية بارزة، يوم الخميس، عددا من الشركات العالمية بتحقيق أرباح من استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية معتبرة أن هذه الشركات تساهم في ما وصفته بـ”اقتصاد الإبادة الجماعية” وذلك في تقرير رسمي قدّمته أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف.
وقالت المقررة الخاصة بالأمم المتحدة المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيزي: إن التقرير الذي أعدّته يرصد دور 48 شركة في دعم “الاحتلال غير القانوني ونظام الفصل العنصري وجرائم إبادة جماعية”، على حد وصفها.
وأضافت ألبانيزي أن “الشركات المذكورة وفرت البنية التحتية المالية والخدمية للمستوطنات الإسرائيلية وساهمت بشكل مباشر أو غير مباشر في ترسيخ الاحتلال وتدمير حياة الفلسطينيين” مشيرة إلى أن “النظام القائم ممنهج وهيكلي إلى درجة لا يمكن إصلاحه بل يجب تفكيكه بالكامل”.
وقد قوبل عرضها أمام المجلس بالتصفيق لكنه أثار ردود فعل غاضبة من إسرائيل وبعض الشركات الدولية.
في ردها الرسمي، وصفت البعثة الإسرائيلية لدى الأمم المتحدة التقرير بأنه “مشروع شخصي مدفوع بالكراهية” و”تشويه متعمد يفتقر لأي أساس قانوني”. وأضافت أن ألبانيزي “تسعى بشكل مهووس إلى نزع الشرعية عن إسرائيل”.
ومن جانبها، نفت عدة شركات ورد اسمها في التقرير الاتهامات.
فقد وصفت شركة “غلينكور” السويسرية العملاقة للتعدين التقرير بأنه “يفتقر إلى أي سند قانوني” فيما أكدت شركة “ميرسك” للشحن التزامها بالمعايير الدولية وقالت إنها “لا تنقل أسلحة أو ذخائر إلى إسرائيل منذ اندلاع الحرب”.
شركة “فولفو” أوضحت أنها “لا تملك عمليات مباشرة في فلسطين أو إسرائيل” بينما صرّحت “Booking.com” بأنها “لا تقيّد وجهات السفر”، ورفضت مايكروسوفت التعليق.
أشارت ألبانيزي إلى أنها تواصلت مع الشركات الـ48 قبل نشر التقرير لكن 18 فقط ردّت وأغلبها أنكر وجود أي انتهاك.
وأكدت أن المسؤولية لا تقع على الحكومات فقط بل تمتد أيضا إلى الشركات والمستهلكين مضيفة: “نحن نُصوّت من خلال محافظنا ويجب على المستهلكين محاسبة الشركات التي تتربح من العنف والانتهاكات”.
الهجوم الذي شنّته حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 أسفر عن مقتل 1,219 شخصا، وفق بيانات رسمية إسرائيلية. وردا على ذلك، شنّت إسرائيل حملة عسكرية على قطاع غزة أودت بحياة أكثر من 57,000 فلسطيني، غالبيتهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة في القطاع.
وتُعد أرقام الوزارة معتمدة لدى الأمم المتحدة كمصدر موثوق في ظل غياب جهات مستقلة ميدانيا داخل غزة.
كما تشهد الضفة الغربية المحتلة تصعيدا واسعا في العنف منذ اندلاع الحرب وسط تحذيرات أممية من تفاقم الانتهاكات وانهيار الأوضاع الإنسانية.
Web Desk
