
وكالات – تنطلق الأحد في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية أعمال قمة مجموعة “البريكس” وسط ترقب لإصدار موقف موحد من السياسات التجارية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بينما تستمر الانقسامات بين الدول الأعضاء بشأن الملفات الساخنة في الشرق الأوسط.
وتسعى الدول الأعضاء التي تمثل نحو نصف سكان العالم و40% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، إلى التعبير عن رفضها لما تعتبره “رسوما جمركية غير عادلة” تفرضها الولايات المتحدة على وارداتها، بحسب مصادر مطلعة على سير المفاوضات.
وتأتي هذه القمة في وقت صعّد فيه الرئيس الأمريكي من تهديداته التجارية حيث أعلن الجمعة أنه وقّع على نحو 12 رسالة ستُرسل إلى شركاء الولايات المتحدة التجاريين تتضمن تفاصيل رسوم جمركية جديدة تدخل حيّز التنفيذ في 9 يوليو/تموز.
وتُعقد القمة وسط إجراءات أمنية مشددة بحضور قادة ودبلوماسيين من 11 دولة ناشئة بينها الصين والهند وروسيا وجنوب إفريقيا. ومن المتوقع أن يتضمن البيان الختامي انتقادات ضمنية لسياسات واشنطن دون ذكرها بالاسم.
وفي هذا السياق، قالت مارتا فرنانديز مديرة مركز سياسات البريكس في جامعة ريو البابوية: “نتوقع قمة بنبرة حذرة، من المستبعد أن يُذكر اسم الولايات المتحدة صراحة في البيان الختامي” مشيرة إلى أن الصين تحاول تجنب التصعيد في ظل مفاوضاتها الجارية مع واشنطن بشأن الرسوم الجمركية.
غياب لافت لزعماء كبار
وتلقى القمة ضربة سياسية بسبب غياب كل من الرئيس الصيني شي جينبينغ والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأفاد الكرملين بأن بوتين سيشارك عبر الفيديو فيما كلف شي رئيس الوزراء لي تشيانغ بتمثيل بلاده في القمة في خطوة فُسّرت بأنها مرتبطة جزئيا باستضافة البرازيل لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي كضيف شرف في القمة.
وقال رايان هاس، المسؤول الأمريكي السابق والباحث في مؤسسة بروكينجز: “من المرجح أن شي لا يريد الظهور في موقف أقل من مودي خاصة مع تخصيص غداء رسمي له خلال القمة”.
ويرى مراقبون أن غياب الزعيم الصيني يشكّل انتكاسة للرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الذي يسعى إلى تعزيز دور بلاده دوليا في عام حافل تستضيف فيه البرازيل قمما بارزة من بينها مجموعة العشرين وقمة المناخ “كوب30” وذلك قبل الانتخابات الرئاسية المرتقبة في 2026.
الشرق الأوسط: نقطة خلاف
وتشهد القمة أيضا غياب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في وقت تستمر فيه الخلافات بين الدول الأعضاء بشأن كيفية التعامل مع الحرب في غزة والتصعيد الأخير بين إيران وإسرائيل.
ووفق مصادر مطلعة، تضغط إيران من أجل تبني موقف أكثر صرامة في بيان القمة يتجاوز الدعوات المعتادة لحل سلمي وإنشاء دولة فلسطينية وهو ما يلقى تحفظات من بعض الدول الأعضاء.
ومن المنتظر أن تتناول القمة، إلى جانب الملفات السياسية، قضايا رئيسية مثل الذكاء الاصطناعي وإصلاح المؤسسات الدولية في إطار سعي المجموعة لتعزيز دورها في النظام العالمي الجديد.
Web Desk