وكالات – حذّرت منظمة “أطباء بلا حدود“، الجمعة، من تصاعد حاد في مستويات سوء التغذية بقطاع غزة ووصفت الوضع بأنه “غير مسبوق” متهمة السلطات الإسرائيلية بممارسة “تجويع متعمد” للسكان.
وقالت المنظمة في بيان: إن عدد الحالات المصابة بسوء التغذية الحاد شهد ارتفاعا كبيرا في عياداتها بجنوب وشمال القطاع حيث يعالج حالياً أكثر من 700 امرأة حامل ومرضعة ونحو 500 طفل من سوء التغذية المتوسط والشديد.
وأشارت إلى أن الحالات في عيادة مدينة غزة تضاعفت نحو أربع مرات خلال أقل من شهرين من 293 حالة في مايو إلى 983 حالة مع بداية يوليو.
وقال محمد أبو مغيصيب نائب المنسق الطبي للمنظمة في غزة: إن الوضع “يمكن أن ينتهي غدا إذا سمحت السلطات الإسرائيلية بإدخال الغذاء على نطاق واسع” مشددا على أن “تجويع الناس في غزة متعمد”.
وذكرت المنظمة أن إسرائيل قيدت دخول المواد الغذائية إلى أدنى المستويات منذ مارس الماضي ما تسبب في أزمة إنسانية حادة رغم السماح بإدخال مساعدات بشكل جزئي نهاية مايو عبر كيان جديد يسمى “مؤسسة غزة الإنسانية” والذي أثار انتقادات واسعة بسبب فوضى التوزيع وحوادث إطلاق النار.
وقالت الأمم المتحدة إن 615 فلسطينيا قُتلوا بالقرب من مراكز توزيع المساعدات منذ أواخر مايو بينما تنفي المؤسسة وقوع ضحايا مباشرة قرب مواقعها.
وأكدت “أطباء بلا حدود” أن “الجرحى يتوسلون الطعام بدلا من الدواء” وأن نقص البروتين يمنع التئام الجروح في وقت تشهد فيه وحدات الأطفال حديثي الولادة اكتظاظا شديدا حيث يتشارك أكثر من أربعة أطفال في حاضنة واحدة.
وفي السياق ذاته، حذّر أطباء في غزة من تزايد حالات الإجهاض والولادات المبكرة بسبب سوء التغذية وشح المياه وتردي الظروف الصحية.
وكان صندوق الأمم المتحدة للسكان قد أشار في مايو إلى أن نحو 17 ألف امرأة حامل ومرضعة في غزة بحاجة لعلاج من سوء التغذية الحاد خلال الأشهر المقبلة.
تأتي هذه التطورات في ظل الحرب المتواصلة منذ أكتوبر 2023، والتي أودت بحياة أكثر من 57,700 فلسطيني، غالبيتهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة في غزة، مقابل مقتل أكثر من 1,200 شخص في إسرائيل خلال هجوم 7 أكتوبر، وفق الإحصاءات الرسمية.
