اقتصادالصين

الصين تُسرّع خطواتها في سباق “صناعات المستقبل”

صورة: SCMP

بكين – تُكثّف الصين جهودها لتحقيق ريادة عالمية في مجالات التكنولوجيا المتقدمة عبر تعزيز الاستثمار في ما تُسمّيه “صناعات المستقبل” (Future Industries) ضمن إطار تنافسها المحتدم مع الولايات المتحدة وسعيها إلى بناء نموذج اقتصادي جديد يعتمد على الابتكار والاستقلال الصناعي.

وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ قد طرح مفهوم “الصناعات المستقبلية” للمرة الأولى عام 2020 في إشارة إلى قطاعات تكنولوجية ناشئة تمتلك إمكانات هائلة رغم أن تقنياتها ما تزال في مراحلها الأولى. وتشمل هذه القطاعات مجالات مثل الذكاء المستلهم من الدماغ والمعلومات الكمّية والتكنولوجيا الحيوية وتكنولوجيا الفضاء وطاقة الهيدروجين والروبوتات البشرية، وغيرها.

وأبرزت الخطة الخمسية الحالية (2021–2025) هذه الصناعات كأولوية وطنية فيما تعمل وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية على تسريع وتيرة التطوير في مجالات محددة، من بينها الطائرات المدنية الجديدة ومراكز بيانات الذكاء الاصطناعي والروبوتات المتقدمة، بحسب تقرير نشره موقع “SCMP

وتحولت مدينة هانغتشو، الملقّبة بـ”وادي السيليكون الصيني” إلى حاضنة لشركات ناشئة بارزة، من بينها “ديب سيك” و”BrainCo” التي تعمل بتقنيات مستلهمة من شركة Neuralink الأمريكية و”يوني تري” التي بدأت تجذب اهتمامًا عالميا بفضل تقنياتها المبتكرة في الذكاء الاصطناعي والروبوتات.

وبحسب تقرير صادر عن “مورجان ستانلي“، باتت الصين تُمثّل 56% من شركات الروبوتات البشرية المُدرجة عالميا وتستحوذ على 45% من مُدمجي أنظمة الروبوتات.

وفي قطاع التكنولوجيا الحيوية، وافقت السلطات الصينية حتى مارس 2025 على خمسة علاجات بالخلايا التائية CAR-T ما يضعها في المرتبة الثانية عالميا بعد الولايات المتحدة. وتلعب شركة WuXi AppTec دورا محوريا في هذا التقدّم وسط تحذيرات أمريكية من تنامي نفوذ بكين في سلاسل الإمداد الدوائية.

وتُضخّ الحكومة الصينية تمويلات ضخمة لدعم هذه القطاعات، إلى جانب إطلاق أدوات مالية جديدة مثل سندات الابتكار وتقديم تسهيلات للإدراج في بورصات التكنولوجيا. كما تبنّت الحكومة آلية لتحديد التحديات التقنية الكبرى ومنح أفضل الحلول تمويلا وأولوية في التنفيذ.

ويأتي هذا التوجّه في وقت تُواجه فيه الصين نقصا حادا في الكفاءات التقنية ما دفع شركات محلية إلى عرض رواتب تصل إلى أربعة أضعاف المعدل الوطني لجذب المهندسين والخبراء.

ويرى مراقبون أن نجاح الصين في إحراز تفوق في هذه الصناعات سيُعيد تشكيل موازين القوى التكنولوجية عالميا ويُحوّل بكين إلى لاعب لا غنى عنه في مستقبل الابتكار وهو ما يُثير قلق العديد من العواصم الغربية التي تخشى خسارة موقعها التقليدي في قيادة العالم التكنولوجي.

Web Desk

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء تعطيل حاجب الإعلانات للاستمرار في استخدام موقعنا