
وكالات – دعت الصين، الخميس، إلى احترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها عقب الغارات الجوية التي شنتها إسرائيل على مواقع عسكرية تابعة للسلطات السورية في دمشق وجنوب البلاد.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان إن “سيادة سوريا يجب أن تُحترم” مضيفا أن “الشرق الأوسط يشهد اضطرابات مستمرة ويجب تجنب الأفعال التي تسهم في تصعيد الوضع”.
من جانبها، نددت وزارة الخارجية الروسية بالضربات ووصفتها بأنها انتهاك صارخ لسيادة سوريا وللقانون الدولي. وقالت في بيان رسمي إن “موجة العنف الجديدة في سوريا مثيرة للقلق” مؤكدة أن الحل يجب أن يكون عبر الحوار وتعزيز الوحدة الوطنية.
وكانت إسرائيل قد شنت، الأربعاء، سلسلة غارات جوية استهدفت العاصمة دمشق ومواقع في محافظتي درعا والسويداء زاعمة أن الهجمات جاءت ردا على استهداف الحكومة السورية للطائفة الدرزية ومؤكدة أنها لن تسمح بتعريض الدروز لأي تهديد.
وردت الحكومة السورية باتهام إسرائيل بارتكاب “خرق فاضح” لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني ودعت مجلس الأمن الدولي إلى التدخل الفوري لوقف هذه الانتهاكات. كما أعلنت السلطات السورية، مساء الأربعاء، انسحاب قواتها بالكامل من محافظة السويداء بالتزامن مع إعلان الرئيس السوري أحمد الشرع تكليف فصائل درزية محلية بتولي المسؤولية الأمنية وتنديده بالتدخل الإسرائيلي في الشأن الداخلي السوري.
وتوصّلت السلطات السورية إلى اتفاق مع وجهاء السويداء لوقف إطلاق النار يتضمن 14 بندا، أبرزها وقف كافة العمليات العسكرية فورا وتشكيل لجنة مراقبة مشتركة بين الدولة وشيوخ الطائفة الدرزية. وقد أيد شيخ العقل يوسف جربوع الاتفاق في حين رفضه المرجع الديني حكمت الهجري معتبرا أن “الدفاع المشروع لا يزال مستمرا”.
وبحسب المصادر الصحفية، شهدت محافظة السويداء انسحابات متتالية لأرتال الجيش السوري تنفيذا لبنود الاتفاق. وتأتي هذه التطورات بعد اشتباكات عنيفة اندلعت في المحافظة منذ 13 يوليو الجاري بين مسلحين دروز وقبائل بدوية موالية للحكومة وأسفرت عن مقتل العشرات من المدنيين والعسكريين ما دفع الجيش السوري للتدخل قبل أن تبدأ إسرائيل غاراتها في الجنوب.
في المقابل، حثت وزارة الخارجية الأمريكية دمشق على سحب قواتها من مناطق النزاع محذرة من مغبّة استهداف الدروز فيما اعتبر زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد الغارات على دمشق “خطأ فادحا” و”سلوكا متهورا لا يخدم المصالح الاستراتيجية”.
وفي أول خطاب له بعد التصعيد، اتهم الرئيس السوري أحمد الشرع إسرائيل بمحاولة “زرع الفتنة داخل سوريا” وقال إنها تسعى لتحويل البلاد إلى ساحة فوضى دائمة بهدف تفكيك النسيج الوطني وإضعاف الدولة السورية. وأضاف أن الدولة تدخلت بكل مؤسساتها لوقف القتال الداخلي في السويداء غير أن مجموعات مسلحة “خارج القانون” رفضت الحوار مستغلّة الفوضى لتحقيق مصالحها الخاصة، بدعم خارجي.
وأكد الشرع أن الدولة السورية لن تسمح لأي طرف خارجي بإشعال حرب على أراضيها مشددا على أن حماية أبناء الطائفة الدرزية وسائر المواطنين هي مسؤولية الدولة وأن سوريا ستظل وطنا موحدا لجميع أبنائها.
ويُقدر عدد أبناء الطائفة الدرزية في سوريا بحوالي 700 ألف نسمة يتركز معظمهم في محافظة السويداء جنوب البلاد.
Web Desk