
وكالات – استؤنفت اليوم الأربعاء في إسطنبول محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا وسط أجواء من التوتر والتشاؤم حيث أكد رئيس الوفد الروسي فلاديمير ميدينسكي أن مواقف الجانبين “لا تزال متباعدة” بعد أكثر من ثلاث سنوات ونصف على اندلاع الحرب رغم اتفاق الطرفين على تنفيذ تبادل جديد للأسرى يشمل 1200 أسير من كل جانب.
وقال ميدينسكي، في مؤتمر صحافي بإسطنبول، إن المفاوضات تناولت مذكرات تبادلها الجانبان في الجولة السابقة دون تحقيق توافق بشأن القضايا الرئيسية. وأضاف أن روسيا اقترحت على أوكرانيا تسليم جثث 3 آلاف جندي، إلى جانب اقتراح تنظيم هدنات قصيرة تتراوح بين 24 و48 ساعة عند خطوط التماس لإجلاء القتلى والجرحى.
من جهته، كشف رئيس الوفد الأوكراني روستم أوميروف أن كييف اقترحت عقد قمة بين الرئيسين فلاديمير بوتين وفولوديمير زيلينسكي لإنهاء الحرب بحلول نهاية أغسطس مؤكدا استعداد بلاده لوقف إطلاق النار إذا أظهرت روسيا “نهجا واقعيا وبنّاءً”.
غير أن ميدينسكي رفض فكرة القمة في الوقت الراهن مشيرا إلى أنها لا يمكن أن تُعقد إلا لتوقيع اتفاق نهائي وليس لمناقشة الخلافات.
وقد أعلن الكرملين سابقا أن المفاوضات ستكون “صعبة للغاية” مؤكدا تمسك موسكو بمطالبها وأبرزها انسحاب القوات الأوكرانية من المناطق الأربع التي أعلنت روسيا ضمها في 2022، إضافة إلى شبه جزيرة القرم ورفض انضمام أوكرانيا إلى الناتو أو تلقي الدعم العسكري من الغرب.
في المقابل، ترفض كييف تلك الشروط وتطالب بانسحاب روسي كامل وضمانات أمنية غربية واستمرار دعمها بالأسلحة. كما شدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على ضرورة التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى وإعادة الأطفال الأوكرانيين الذين تم نقلهم إلى روسيا معربا عن رغبته في عقد لقاء مباشر مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وتأتي الجولة الحالية من المحادثات بعد جولتين فاشلتين عقدتا في مايو ويونيو الماضيين وذلك وسط ضغوط متزايدة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أمهل موسكو 50 يوما للتوصل إلى اتفاق ملوحا بفرض عقوبات صارمة في حال فشل المفاوضات.
ولم تصدر روسيا ردا رسميا على المهلة الأمريكية فيما تستعد واشنطن لاستئناف دعمها العسكري لكييف ضمن اتفاق مع حلف الناتو.
Web Desk