
جارديان – أثارت إيماءة قام بها “إيلون ماسك” الملياردير الأمريكي ومؤسس “تسلا” خلال حدث أعقب حفل تنصيب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب جدلًا كبيرًا في أوروبا خاصة في ألمانيا. اعتبرها البعض تحية نازية محظورة بينما دعا آخرون إلى التريث في إصدار الأحكام.
“ميشيل فريدمان” الكاتب الألماني-الفرنسي البارز ونائب رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا سابقًا، وصف الإيماءة بأنها “تحية نازية لا لبس فيها” معربًا عن صدمته خلال مشاهدته الحدث على التلفزيون. وأشار إلى أن كسر المحرمات وصل إلى “مرحلة خطيرة” تهدد العالم الحر.
وفي بيان رسمي، وصفت شارلوت كنوبلوخ رئيسة الجالية اليهودية في ميونيخ وأعلى بافاريا الإيماءة بأنها “مقلقة للغاية”، لكنها أكدت أن دعم ماسك لحزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف يمثل خطرًا أكبر. وأضافت: “هذا التدخل في السياسة الألمانية لا يمكن التغاضي عنه”.
الإيماءة جاءت خلال كلمة ألقاها ماسك أمام حشد من أنصار ترامب في قاعة “كابيتال وان” بواشنطن، وضع يده اليمنى على قلبه ثم رفعها سريعًا في الهواء بحركة حادة. هذه الحركة قوبلت بانتقادات شديدة في ألمانيا، ويعتبر القانون أي إشارة مشابهة لتحية “هايل هتلر” النازية جريمة يعاقب عليها.
ردًا على الانتقادات، نفى ماسك عبر منصة “X” (تويتر سابقًا) أي نية خلف الإيماءة وكتب: “اتهامات ‘الجميع هتلر’ أصبحت قديمة للغاية”.
من جانبه، صرح المستشار الألماني أولاف شولتز أن حرية التعبير مكفولة في أوروبا، لكنه شدد على رفض دعم المواقف المتطرفة مطالبًا بالتصدي لها بحزم.
في المقابل، رأت رابطة مكافحة التشهير الأمريكية أن الإيماءة كانت “حركة محرجة في لحظة حماس” داعية إلى التعامل مع الموضوع بقدر من التسامح.
في ألمانيا انقسمت الآراء حول الإيماءة. فبينما وصفها الصحفي لينز ياكوبسن بأنها “تحية نازية واضحة” في مقال نشرته صحيفة “دي تسايت”، اعتبر آخرون أن التركيز على هذه الإيماءة يصرف الانتباه عن القضايا الحقيقية المتعلقة بماسك مثل دعمه للتيارات اليمينية المتطرفة.
يُذكر أن الجدل يأتي في ظل الذكرى الثمانين لتحرير معسكر أوشفيتز مما أعطى القضية بعدًا رمزيًا حساسًا خاصة بالنسبة لأولئك الذين فقدوا أفرادًا من عائلاتهم خلال المحرقة.
Web Desk