
في خطوة تعكس تحوّلا مقلقا في سوق العمل الهندي، أعلنت شركة “تاتا كونسلتنسي سيرفيسز” (TCS)، أكبر جهة توظيف خاصة في البلاد، عن تسريح أكثر من 12 ألف موظف في أكبر عملية تقليص للوظائف بتاريخها وسط مخاوف من تأثير الذكاء الاصطناعي على مستقبل التوظيف في القطاع.
ورغم أن الشركة أرجعت القرار إلى ضعف فرص التوظيف وتفاوت المهارات إلا أن مراقبين يرون في الذكاء الاصطناعي سببا جوهريا وراء إعادة هيكلة الشركات خصوصا في المهام الروتينية القابلة للأتمتة. وتوظف “تاتا” حاليا أكثر من نصف مليون شخص، وفقا لما ذكرته شبكة CNBC.
لطالما اعتمدت شركات التكنولوجيا الهندية على وفرة العمالة الماهرة منخفضة الأجر لتقديم خدمات البرمجيات لكن هذا النموذج يواجه ضغوطا متزايدة مع تسارع وتيرة الأتمتة. ومع تخرج نحو 1.5 مليون مهندس سنويا، فإن أي تباطؤ في القطاع التقني سيحمل تأثيرات واسعة على الاقتصاد الوطني الذي يشكل فيه القطاع التقني نحو 7.5% من الناتج المحلي الإجمالي.
الخبيرة الاقتصادية في “نومورا” سونال فارما وصفت تبني الذكاء الاصطناعي بأنه “تحد كبير للهند” مشيرة إلى أن الوظائف المبتدئة تتلاشى تدريجيا فيما تتغير طبيعة الوظائف ذات المستوى المتوسط.
وتواجه الهند تحديا هائلا في خلق 8 ملايين وظيفة سنويا لمواجهة الطلب المتزايد في وقت ارتفع فيه معدل البطالة في المناطق الحضرية إلى 7.1% في يونيو فيما بلغت نسبة بطالة الشباب في الفئة العمرية 15-29 عاما نحو 19% مما يزيد من حدة الأزمة.
يحذر خبراء الاقتصاد من أن استمرار الاعتماد على الخدمات منخفضة المهارة قد يؤدي إلى خسائر في الوظائف وانخفاض في صادرات الخدمات مما قد يُدخل الاقتصاد الهندي في “فخ الدخل المتوسط” إذا لم يتم التوجه نحو قطاعات أكثر تطورا وابتكارا.
ووفقاً لتقرير مشترك بين “جوجل” و”البنك الآسيوي للتنمية”، فإن 20% من الشباب في الهند شاركوا في برامج تدريبية على الذكاء الاصطناعي في محاولة للتأقلم مع متطلبات السوق الجديدة.
ورغم إطلاق الحكومة برامج تدريب داخلي تستهدف تزويد الشباب بمهارات الذكاء الاصطناعي والخبرة العملية، يرى الخبراء أن هذه الجهود تحتاج إلى توسع وتوجه استراتيجي نحو الصناعات ذات القيمة المضافة لتعويض التراجع في الوظائف التقليدية والحفاظ على تنافسية القطاع التقني الهندي عالميا.
Web Desk