
شهدت مدينة أنكوراج في ولاية ألاسكا، اليوم الجمعة، انطلاق قمة وصفت بـ”التاريخية” بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في أول لقاء مباشر بين رئيسي البلدين منذ أكثر من أربع سنوات.
الزعيمان وصلا معا إلى قاعدة إلمندورف-ديتشاردسون العسكرية ونزلا من الطائرة في التوقيت ذاته ليتبادلا مصافحة حارة على السجادة الحمراء وسط الطائرات العسكرية. ووفق وكالات الأنباء، انتقلا في السيارة الرئاسية الأمريكية إلى مقر القمة، بعدما دعا ترامب بوتين لمشاركته السيارة بدلا من موكبه الخاص.
بدأ الاجتماع خلف أبواب مغلقة بعد طلب الصحافيين المغادرة دون تصريحات أو أسئلة أمام الكاميرات. الكرملين أكد أن اللقاء يحمل رمزية خاصة مرتبطة بالتعاون الأمريكي-الروسي في الحرب العالمية الثانية وأنه سيركّز على “مسؤوليات البلدين تجاه الأمن والاستقرار الدوليين” قبل بحث ملف أوكرانيا.
المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أوضح أن المحادثات قد تستمر من 6 إلى 7 ساعات تشمل اجتماعا فرديا بين الرئيسين، ثم جلسات موسعة مع الوفود، يعقبها مؤتمر صحافي مشترك، مع احتمال عقد لقاء ثلاثي يضم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إذا أحرز تقدم.
وفد واشنطن ضم وزير الخارجية ماركو روبيو والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف بينما حضر من موسكو وزير الخارجية سيرغي لافروف ووزير الدفاع أندريه بيلوسوف ومستشار الرئيس للشؤون الخارجية يوري أوشاكوف.

ملف أوكرانيا على الطاولة
أثارت تصريحات ترامب بشأن “إمكانية تبادل الأراضي بين كييف وموسكو” قلقا أوروبيا دفع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للتأكيد أن “الأوكرانيين وحدهم يملكون حق التفاوض” حول هذه المسألة. أما كييف، فجددت رفضها القاطع للتخلي عن أي جزء من أراضيها.
وبحسب “رويترز“، تسيطر روسيا على نحو 19% من أراضي أوكرانيا (114,500 كيلومتر مربع) تشمل:
شبه جزيرة القرم: ضمتها موسكو عام 2014 بعد استفتاء مثير للجدل مساحتها نحو 27 ألف كيلومتر مربع.
إقليم دونباس: روسيا تسيطر على 88% منه بما في ذلك كامل لوغانسك و75% من دونيتسك.
زابوريجيا وخيرسون: 74% من مساحتهما تحت السيطرة الروسية (41,176 كيلومترا مربعا).
مناطق أخرى: جيوب صغيرة في خاركيف وسومي وميكولايف ودنيبروبتروفسك.
بوتين طرح شروطا للسلام تشمل انسحاب أوكرانيا من المناطق المتنازع عليها، التخلي عن الانضمام للناتو، الالتزام بالحياد، تقليص القدرات العسكرية وضمان حقوق الناطقين بالروسية إلى جانب الاعتراف بالمكاسب الإقليمية الروسية وهي شروط ترفضها كييف بشدة.
الأمم المتحدة أكدت عام 2014 أن ضم القرم “غير قانوني” بينما لم تعترف به سوى دول قليلة بينها سوريا وكوريا الشمالية ونيكاراغوا.
Web Desk