
حذّر العالم الكندي جيفري هينتون الملقّب بـ”عرّاب الذكاء الاصطناعي” والحائز على جائزة نوبل في الفيزياء لعام 2024، من أن التطور السريع في أنظمة الذكاء الاصطناعي قد يقود إلى نهاية البشرية خلال السنوات الـ 20 المقبلة إذا لم يتم التعامل معه بحذر شديد.
وخلال كلمة ألقاها في مؤتمر بمدينة لاس فيجاس، شبّه هينتون قدرة هذه الأنظمة المستقبلية على السيطرة على البشر بطريقة إغراء الكبار للأطفال بالحلوى مؤكدا أن الحل لا يكمن في إخضاع الذكاء الاصطناعي للبشر فحسب بل في برمجته ليُظهر اهتماما ورعاية حقيقية بالإنسان حتى بعد تجاوزه مستوى الذكاء البشري.
وأوضح أن هذه الأنظمة، بمجرد وصولها إلى مستوى “الذكاء الفائق” ستسعى إلى هدفين أساسيين: البقاء على قيد الحياة وزيادة السيطرة وهو ما يشكل تهديدا وجوديا في حال لم تُصمَّم لتكون “أمومية” في تعاملها مع البشر.
وأشار هينتون إلى أن معظم الخبراء كانوا يقدّرون وصول الذكاء الاصطناعي إلى مستوى “الذكاء العام” (AGI) خلال 30 إلى 50 عاما لكنه يرى الآن أن ذلك قد يحدث في غضون 5 إلى 20 عاما فقط.
ورغم تحذيراته، أعرب هينتون عن أمله في أن تسهم هذه التكنولوجيا في تحقيق قفزات طبية كبيرة مثل تطوير أدوية جديدة وتسهيل علاج السرطان. لكنه شدّد، في مقابلة إذاعية مطلع أغسطس الجاري، على أن الذكاء الاصطناعي بات يتعلم بطرق غير مفهومة ويكتسب مهارات لم يُدرَّب عليها وسط تجاهل أو تقليل متعمد من جانب شركات التكنولوجيا لمستوى الخطر.
واختتم هينتون تحذيراته بالتأكيد على أن شكل الحياة في العقدين المقبلين سيعتمد على كيفية تعامل الأنظمة السياسية مع هذه التكنولوجيا لافتا إلى أن سوء إدارتها قد يتسبب في فقدان الملايين لوظائفهم بينما تذهب معظم فوائدها إلى فئة محدودة من الأثرياء.
Web Desk