
يسابق قطاع غزة الوقت بين مساعي التهدئة ومخاطر توسع الحرب في ظل استعدادات إسرائيلية متسارعة لاجتياح مدينة غزة وتكثيف الوسطاء الإقليميين والدوليين ضغوطهم لوقف إطلاق النار والتوصل إلى صفقة تبادل أسرى.
وأفادت القناة الإسرائيلية “14” بأن الجيش بدأ استدعاء نحو 60 ألف جندي احتياط بأوامر رقم 8 استعدادا لتنفيذ خطة السيطرة على مدينة غزة أكبر مركز حضري في القطاع.
بالتوازي، تتزايد حالة التذمر في صفوف جنود الاحتياط الذين يطلب منهم الالتحاق بالخدمة مجددا بعد ما يقارب عامين من اندلاع الحرب.
فقد أظهرت دراسة للجامعة العبرية أن ربع المشاركين من جنود الاحتياط أكدوا انخفاضا كبيرا في دوافعهم القتالية، فيما أعرب 47% عن مشاعر سلبية تجاه الحكومة الإسرائيلية وطريقة إدارتها للحرب والمفاوضات بشأن الرهائن.
كما أشار موقع “واي نت” الإسرائيلي إلى أن نسبة الملتحقين بالخدمة الاحتياطية تراجعت بنحو 30% عن المطلوب من القيادة العسكرية ما يعكس تغير المزاج العام داخل المجتمع الإسرائيلي بعد طول أمد القتال.
على الصعيد السياسي، يترقب الوسطاء المصريون والقطريون ردا رسميا من تل أبيب بشأن المقترح المعدل للتهدئة الذي وافقت عليه حركة حماس واعتبرته “إيجابيا جدا”.
وأوضح المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري أن الرد يتطابق بنسبة 98% مع مبادرة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف. ويتضمن المقترح تعليق العمليات العسكرية الإسرائيلية لمدة 60 يوما والسماح بدخول المساعدات الإنسانية مقابل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين على مرحلتين وتسليم جثامين نحو 18 إسرائيليا.
من جانبه، شدد المبعوث الأمريكي ويتكوف على ضرورة إنهاء الحرب “بشكل عاجل وفوري” مؤكدا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يطالب بعودة جميع الأسرى الإسرائيليين من غزة وإعادة إعمار القطاع المدمر.
في المقابل، أفادت مصادر من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه يميل لرفض المقترح الأخير مع إصراره على الإفراج عن جميع الرهائن دفعة واحدة لكنه لم يغلق الباب أمام إمكانية التراجع في حال تدخّل الرئيس ترامب بشكل مباشر.
وتأتي هذه التطورات بينما قدم رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير إلى وزير الدفاع يسرائيل كاتس خطة اجتياح مدينة غزة في وقت تؤكد فيه تقارير أن إسرائيل باتت تسيطر على أكثر من 75% من مساحة القطاع وسط مخاوف من دخول الحرب مرحلة جديدة أكثر دموية.
Web Desk