تراجع حاد في أسواق أسهم التكنولوجيا بسبب ظهور نموذج ذكاء اصطناعي صيني جديد

رويترز – تعرضت أسواق أسهم التكنولوجيا لانتكاسة كبيرة يوم الثلاثاء حيث عمّت موجة بيع عالمية بعد ظهور نموذج ذكاء اصطناعي منخفض التكلفة من شركة “DeepSeek” الصينية الناشئة مما أثار تساؤلات حول التقييمات المرتفعة لشركات الذكاء الاصطناعي الكبرى في السوق.

أسهم شركة “إنفيديا” التي تعتبر من أبرز المستفيدين من ازدهار الذكاء الاصطناعي في السنوات الأخيرة، سجلت تراجعًا حادًا بنسبة 17% يوم الإثنين مما أدى إلى محو 593 مليار دولار من قيمتها السوقية في أكبر خسارة يومية لأي شركة على الإطلاق. ويعود هذا التراجع إلى إطلاق “ديب سيك” لنموذج ذكاء اصطناعي جديد يستخدم بيانات أقل بتكلفة أقل مقارنة بالخدمات المتاحة حاليًا، وهو ما جذب انتباه العديد من الشخصيات البارزة في المجال بما في ذلك سام ألتمان المدير التنفيذي لشركة OpenAI الذي وصف النموذج بأنه “مثير للإعجاب”.

النموذج الجديد أثار قلق المستثمرين في جميع أنحاء العالم ما دفعهم إلى التخلص من أسهم شركات التقنية وهو ما أثر بدوره على الأسواق في طوكيو وأمستردام ووادي السيليكون. في اليابان تراجعت أسهم شركة “أدفانتست” (6857.T) بنسبة 10% بعد انخفاضها بنسبة 9% يوم الإثنين كما شهدت أسهم “طوكيو إلكترون” (8035.T) انخفاضًا بنسبة 5.3% بينما تراجعت أسهم “سوفت بانك” (9984.T) بنسبة 6%.

في الولايات المتحدة، انخفضت أسهم “برودكوم” بنسبة 17.4% بينما تراجعت أسهم “مايكروسوفت” بنسبة 2.1% و”ألفابت” بنسبة 4.2%. كما سجل مؤشر “فيلادلفيا للرقائق” تراجعًا بنسبة 9.2% وهو أكبر انخفاض له منذ مارس 2020.

وأوضح “ديفيد بانسن” كبير مسؤولي الاستثمار في “مجموعة بانسن”: أن هذا التراجع الحاد يعكس المخاطر المرتبطة بالتقييمات المرتفعة لبعض شركات الذكاء الاصطناعي حيث قال: “الشيء الذي يجعل مبيعات الأسهم يوم الإثنين مفاجئة هو أن تقييمات العديد من هذه الشركات لا توفر أي هامش للخطأ”.

في الوقت نفسه، شهدت شركات أخرى مثل “واي تي إل باور” الماليزية التي تركز على مراكز البيانات تراجعات مماثلة مع انخفاض بنسبة 7.5% يوم الثلاثاء.

تسلّط هذه التطورات الضوء على المنافسة المتزايدة في مجال الذكاء الاصطناعي حيث قد لا تكون “إنفيديا” في القمة إلى الأبد خاصةً مع استخدام “ديب سيك” تقنيات أقل تكلفة وأكثر كفاءة.

يتوقع المستثمرون أن تزداد الأنظار هذا الأسبوع نحو نتائج أرباح شركات التقنية ويُتوقع أن يسعى المسؤولون التنفيذيون إلى تهدئة المخاوف الناجمة عن هذا التراجع الكبير في السوق.