
وكالات – سيطر متمردو حركة “M23” يوم الثلاثاء على مطار جوما كبرى مدن شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، في تصعيد خطير للصراع المستمر منذ عقود مما يهدد بقطع الإمدادات الإنسانية عن مئات الآلاف من النازحين.
وأفادت الأمم المتحدة بأن المتمردين دخلوا المدينة وأحكموا سيطرتهم على المطار فيما وصف المتحدث باسمها “ستيفان دوجاريك” الوضع بأنه “متوتر وسريع التغير” محذرًا من مخاطر انهيار الأمن بسبب انتشار الأسلحة.
وفي العاصمة كينشاسا، اندلعت احتجاجات غاضبة تخللها هجوم على مقرات دبلوماسية حيث استهدف المتظاهرون مبنى الأمم المتحدة وسفارات رواندا وفرنسا والولايات المتحدة احتجاجًا على ما وصفوه بـ”التدخل الأجنبي”، بينما تعرضت سفارة كينيا لعمليات نهب.
تشير تقارير إلى اندلاع اشتباكات في عدة أحياء بمدينة غوما بين القوات الحكومية وميليشيات موالية لها من جهة والمتمردين من جهة أخرى وسط استمرار سماع دوي إطلاق نار وانفجارات.
في غضون ذلك، فرّ آلاف المدنيين من المدينة وشوهدت شاحنات في رواندا تنقل أعدادًا كبيرة من اللاجئين الفارين مع أمتعتهم.
أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) ورود تقارير عن وقوع انتهاكات خطيرة من بينها أعمال نهب واعتداءات جنسية، بالإضافة إلى استهداف منشآت صحية.
وقالت مصادر طبية: إن المستشفيات الأربعة الرئيسية في جوما استقبلت أكثر من 760 جريحًا منذ اندلاع الاشتباكات يوم الأحد، فيما لا يزال العدد الحقيقي للقتلى غير واضح بسبب الوفيات التي تحدث خارج المستشفيات.
يأتي هذا التصعيد في ظل اتهامات متبادلة بين الكونغو ورواندا حيث تتهم كينشاسا جارتها بدعم متمردي “M23” للسيطرة على مواردها المعدنية، بينما تقول كيغالي إنها تواجه تهديدات من ميليشيات مسلحة متحالفة مع الحكومة الكونغولية.
ويخشى المراقبون من تحول الصراع إلى حرب إقليمية شاملة، على غرار النزاعات التي شهدتها المنطقة بين عامي 1996 و2003 والتي أسفرت عن مقتل الملايين.
وفي تطور آخر، أعلنت جنوب إفريقيا مقتل أربعة من جنودها العاملين ضمن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة خلال المواجهات الأخيرة ليرتفع عدد قتلاها في الاشتباكات إلى 13 جنديًا خلال الأسبوع الماضي.
حذرت المنظمات الإنسانية من تفاقم الأزمة الإنسانية في جوما بعد سيطرة المتمردين على المطار الذي كان يعد شريان الحياة الأساسي لإمدادات الغذاء والدواء وعمليات الإغاثة.
وقال رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الكونغو “فرانسوا موريون”: إن مستودع أدوية تعرض للنهب معربًا عن مخاوفه من تعرض مختبر يحتوي على جراثيم خطيرة من بينها الإيبولا للتلف بسبب القصف.
دعت الأمم المتحدة والأطراف الدولية إلى وقف فوري للأعمال القتالية وضمان حماية المدنيين، في حين أجرى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اتصالات مع رئيسي الكونغو ورواندا لحثهما على ضبط النفس.
يُذكر أن الكونغو تشهد اضطرابات أمنية متكررة منذ عقود حيث تتنافس عدة جماعات مسلحة على السيطرة على أراضيها الغنية بالمعادن الثمينة في صراع يفاقم معاناة المدنيين ويهدد الاستقرار الإقليمي.
Web Desk