
يتزايد الجدل داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) حول كيفية الرد على التصعيد الروسي في الأجواء الأوروبية بعد سلسلة اختراقات نفذتها طائرات ومسيّرات روسية فوق بولندا وإستونيا والدنمارك والنرويج.
ووفق المصادر الصحفية، إن بولندا أبدت استعدادها لإسقاط أي طائرة عسكرية روسية تدخل مجالها الجوي فيما لوّحت السويد بخطوة مشابهة. وفي ليتوانيا صادق البرلمان على منح الجيش حق استهداف المسيّرات حتى في أوقات السلم، بينما تدرس كل من الدنمارك وإستونيا قوانين مماثلة.
من جانبها أجرت القوات الألمانية مناورات تحاكي هجمات بمسيّرات على هامبورغ واقترحت أوكرانيا إرسال ألف جندي للتدريب مع بولندا على الدفاع الجوي.
ورغم ذلك، يتمسك الناتو بسياسة “الغموض الاستراتيجي” حيث لا يعلن عن قواعد واضحة للتعامل مع الطائرات أو المسيّرات الروسية. الأمين العام للحلف مارك روته أوضح أن القرارات العسكرية تُبنى على تقديرات استخبارية تشمل نية الهجوم ونوعية التسليح والمخاطر المحتملة.
الانقسام بين الدول الأعضاء ظهر في المواقف العلنية، إذ دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى استخدام القوة وطالب وزير الخارجية الليتواني السابق لاندسبيرغيس بضرب مواقع إطلاق المسيّرات الروسية، في حين حذّر وزير الدفاع الألماني بوريس بيستريوس من الانجرار وراء استفزازات موسكو ودعا إلى تحرك محسوب. كما أكد الجنرال الفنلندي ياكولا ضرورة التصرّف بما يتناسب مع حجم التهديد.
ويعتمد الموقف داخل الحلف على توازن حساس بين دول مثل بولندا وليتوانيا التي تتبنى نهجاً أكثر تشددا وأخرى مثل ألمانيا وإيطاليا التي تميل إلى الحذر. ويُطرح تحدٍ إضافي يتمثل في أن بعض دول الصف الأمامي مثل إستونيا لا تملك قدرات مستقلة كافية لاعتراض المسيّرات وتعتمد على مقاتلات “إف-35” ومنظومات دفاع جوي تابعة للحلفاء.
Web Desk