
وكالات – اعترفت بريطانيا رسميا بدولة فلسطين، لتدخل بذلك مرحلة جديدة في تعاملها الدبلوماسي مع القضية الفلسطينية بعدما أعلنت الحكومة البريطانية إدراج اسم “فلسطين” على خرائطها الرسمية ومنصاتها الإلكترونية بدلا من “الأراضي الفلسطينية المحتلة”.
وتزامن القرار مع اعتراف مماثل من كندا وأستراليا في خطوة وصفتها السلطة الفلسطينية بالتاريخية وأثارت في المقابل غضب الحكومة الإسرائيلية.
صحيفة “التلغراف” البريطانية كشفت أن وزارة الخارجية بدأت بالفعل بتغيير التسمية على مواقعها الرسمية بما يشمل نصائح السفر إلى المنطقة وقائمة مكاتبها في الخارج، والخرائط المعتمدة. ويأتي هذا الإجراء بعد إعلان رئيس الوزراء كير ستارمر في مؤتمر صحفي أن الاعتراف يمثل محاولة للحفاظ على أفق السلام وحل الدولتين مؤكدا أن حركة حماس لن يكون لها أي دور في حكومة أو أمن الدولة الفلسطينية.

بريطانيا أصبحت ثالث دولة من مجموعة السبع تعترف بفلسطين بعد كندا وأستراليا وذلك عشية مؤتمر دولي يُعقد في نيويورك برعاية سعودية فرنسية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث يُتوقع أن تعلن دول أخرى، بينها فرنسا، اعترافها بدولة فلسطين.
الرئيس الفلسطيني محمود عباس رحّب بالخطوة واعتبرها “قرارا مهما وضروريا لتحقيق سلام عادل ودائم وفق قرارات الشرعية الدولية”. في المقابل، ردت إسرائيل بغضب إذ وصفت وزارة خارجيتها الاعتراف بأنه “مكافأة لحماس”، بينما دعا وزراء في الحكومة، بينهم إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، إلى ضم الضفة الغربية و”سحق السلطة الفلسطينية”.
In response to the statement of the U.K. and some other countries regarding the recognition of a Palestinian state:
— Israel Foreign Ministry (@IsraelMFA) September 21, 2025
Israel categorically rejects the one-sided declaration of the recognition of a Palestinian state made by the United Kingdom and some other countries.
This…
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض الاعتراف بشكل قاطع واعتبره “مكافأة كبيرة للإرهاب” معلنا أن حكومته ستوسّع الاستيطان في الضفة الغربية ومشددا على أن “دولة فلسطينية لن تُقام“.
الاعتراف البريطاني يحمل بعدا رمزيا خاصا نظرا لدور لندن التاريخي في إصدار “وعد بلفور” عام 1917 الذي مهد الطريق لقيام إسرائيل. وزير الخارجية البريطاني السابق ديفيد لامي أكد في خطاب أمام الأمم المتحدة العام الماضي أن بريطانيا تتحمل “مسؤولية خاصة” في دعم حل الدولتين مشيرا إلى أن وعد بلفور تضمن التزاما بعدم المساس بحقوق غير اليهود في فلسطين.
حتى الآن، تعترف 150 دولة من أصل 193 في الأمم المتحدة بدولة فلسطين التي أعلنها الرئيس الراحل ياسر عرفات عام 1988. ورغم غياب حدود متفق عليها دوليا أو سيادة كاملة بسبب الاحتلال الإسرائيلي تمثل هذه الاعترافات زخما سياسيا ودبلوماسيا يفتح المجال أمام تبادل السفراء وتعزيز الحضور الفلسطيني في المحافل الدولية.
Web Desk