
حذرت شركة “أوبن إيه آي” المطوّرة لروبوت المحادثة “تشات جي بي تي”، من أن الذكاء الاصطناعي يقترب من تجاوز البشر في أداء عدد كبير من المهام المهنية ما يهدد مستقبل عشرات الوظائف في الأسواق العالمية خلال السنوات المقبلة، بحسب ما نشرته صحيفة “Daily Mail” البريطانية.
في تقرير بحثي جديد، كشفت الشركة عن نتائج اختبار واسع أُطلق عليه اسم “GDPval“، قارن بين أداء نماذج الذكاء الاصطناعي وأداء خبراء من تسعة قطاعات اقتصادية رئيسية في الولايات المتحدة، بينها المبيعات والتجزئة والصحة والصناعة والإعلام.
ووفقًا للتقرير، تم عرض مهام مهنية حقيقية على نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة، منها “Claude Opus 4.1” من شركة “Anthropic” و”GPT5-high” من “أوبن إيه آي”، وأُجري التقييم من قبل خبراء بشريين لا يعرفون إن كانت المهمة أنجزها إنسان أم نظام ذكي. بعد ذلك، تم احتساب معدل الفوز أو “Win Rate” لقياس مدى تفوق الذكاء الاصطناعي على البشر.
النتائج جاءت صادمة، إذ تفوق النموذج “Claude Opus 4.1” على البشر في 47.6 في المئة من الحالات في المتوسط ووصل معدل تفوقه إلى 81 في المئة في وظائف المحاسبة والتأجير و79 في المئة لمديري المبيعات و76 في المئة لموظفي الشحن والاستلام. كما تفوق على المحررين بنسبة 75 في المئة وعلى مطوري البرمجيات بنسبة 70 في المئة.
وبحسب الدراسة، جاءت قطاعات التجزئة والتجارة بالجملة والوظائف الحكومية في مقدمة المجالات التي أظهر فيها الذكاء الاصطناعي تفوقًا ملحوظًا على أداء الإنسان بنسبة فوز بلغت 56 في المئة و53 في المئة و52 في المئة على التوالي.
أما أكثر القطاعات أمانًا فكان قطاع الإعلام والمعلومات الذي يشمل الصحفيين والمخرجين والمنتجين حيث لم تتجاوز نسبة تفوق النماذج الذكية 39 في المئة.
وأكد التقرير أن الاختبار لا يمثل كل أبعاد العمل البشري لأن الوظائف ليست مجموعة مهام يمكن كتابتها فقط، لكنه يُظهر بوضوح مدى اقتراب الذكاء الاصطناعي من أداء الخبراء في بيئات مهنية محددة.
كما أشار إلى أن نموذج “GPT5-high” من “أوبن إيه آي” تفوق في الدقة وحصل على معدل فوز بلغ 48.8 في المئة، مقارنة بنموذج “GPT-4o” الذي صدر قبل 15 شهرًا فقط وسجل 12.4 في المئة ما يعكس سرعة التطور في هذا المجال.
وقال الرئيس التنفيذي لـ”أوبن إيه آي”، سام ألتمان، إن الذكاء الاصطناعي سيؤدي قريبًا مهامًّا كثيرة يقوم بها البشر حاليًا خاصة في خدمة العملاء عبر الهاتف والإنترنت. وأضاف في تصريحات لبرنامج “ذا تاكر كارلسون شو” أن الكثير من هذه الوظائف ستختفي لأن أداء الذكاء الاصطناعي سيكون أفضل، متوقعًا أن يتم أتمتة نحو 40 في المئة من الوظائف في المستقبل.
ورغم ذلك، أكدت الشركة أن الدراسة لا تعني أن فقدان الوظائف سيحدث قريبًا بل تهدف إلى قياس مستوى التأثير المتوقع، وكيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون أداة مساعدة للعاملين في مهامهم اليومية.
وجاءت قائمة المهن الأكثر عرضة للاستبدال وفق نسب تفوق الذكاء الاصطناعي على المهنيين البشريين على النحو التالي:
- موظفو المحاسبة والتأجير: 81%
- مديرو المبيعات: 79%
- موظفو الشحن والاستلام والمخزون: 76%
- المحررون: 75%
- مطورو البرمجيات: 70%
- المحققون الخصوصيون: 70%
- ضباط الامتثال: 69%
- مشرفو المبيعات غير التجزئة: 69%
- ممثلو المبيعات في الجملة والتصنيع: 68%
- مديرو العمليات العامة: 67%
- مديرو الخدمات الطبية والصحية: 65%
- المشترون ووكلاء المشتريات: 64%
- المستشارون الماليون: 64%
- مديرو الخدمات الإدارية: 62%
- ممثلو خدمة العملاء: 59%
- مشرفو مبيعات التجزئة: 59%
- مشرفو الإنتاج والتشغيل: 58%
- الممرضون الممارسون: 56%
- وكلاء العقارات: 54%
- الصحفيون والمحللون الإخباريون: 53%
- مديرو نظم المعلومات: 52%
- مشرفو الشرطة والمحققون: 49%
- ممثلو المبيعات التقنية والعلمية: 47%
- المحامون: 46%
- مختصو إدارة المشاريع: 42%
- الأخصائيون الاجتماعيون: 42%
- السكرتارية الطبية: 42%
- وكلاء المبيعات المالية: 42%
- المشرفون الإداريون: 41%
- المحللون الماليون: 41%
- موظفو الترفيه: 37%
- الممرضون المسجلون: 37%
- مديرو العقارات: 34%
- المديرون الماليون: 32%
- المنتجون والمخرجون: 31%
- فنيو الصوت والفيديو: 30%
- موظفو الاستقبال: 29%
- كتبة الطلبات: 28%
- وكلاء مبيعات العقارات: 27%
- الصيادلة: 26%
- المحاسبون والمدققون: 24%
- المهندسون الميكانيكيون: 23%
- المهندسون الصناعيون: 17%
- محررو الأفلام والفيديو: 17%
وأكد التقرير في ختامه أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة مساعدة بل أصبح منافسًا حقيقيًا في مجالات مهنية متعددة مما يفرض على الحكومات والمؤسسات مراجعة سياساتها التعليمية وسوق العمل لمواكبة التغير القادم.
Web Desk