
وكالات – بدأت اليوم الأربعاء في مدينة شرم الشيخ المصرية جولة جديدة من المباحثات الموسعة حول خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في قطاع غزة بمشاركة وفود عربية وإقليمية ودولية بارزة.
شارك في الاجتماع مبعوثا الرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر ومدير المخابرات المصرية ورئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني ورئيس جهاز المخابرات التركي إبراهيم قالن، إلى جانب رئيس الوفد الإسرائيلي الوزير رون ديرمر. كما انضمت وفود من حركتي الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى وفد حركة حماس الموجود في شرم الشيخ.
وقال مسؤول إسرائيلي لوسائل الإعلام: إن المفاوضات تقترب بحذر من إنجاز المرحلة الأولى من الخطة موضحا أن إسرائيل تسعى إلى تعديل خريطة الانسحاب مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي يمارس ضغوطا كبيرة وأن الموقف العربي يحمل وزنا غير مسبوق في المحادثات.
وأكدت مصادر صحفية وجود ملفات عالقة أبرزها مطالبة حماس بالإفراج عن عناصر النخبة ضمن صفقة الأسرى، إلى جانب الإفراج عن ستة قياديين من الفصائل الفلسطينية، بينهم مروان البرغوثي وأحمد سعدات. كما تطالب الحركة بانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة قبل تسليم الأسرى والجثامين، وبضمانات تمنع عودة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الحرب بعد تنفيذ الاتفاق.
وبحسب المصادر، تشمل القضايا الخلافية أيضا خرائط الانسحاب الإسرائيلي من القطاع في حين تطالب حماس بالسماح بدخول 400 شاحنة مساعدات يوميا إلى غزة. وأشارت المصادر إلى أن تسليم جثامين المحتجزين قد يستغرق وقتا أطول مما نصت عليه خطة ترامب.
وفي وقت سابق، صرح الرئيس الأمريكي بأن اليومين المقبلين سيكونان حاسمين بشأن إنهاء الحرب وإعادة المحتجزين، معتبرا أن هناك “فرصة حقيقية” للتوصل إلى اتفاق سلام. وأكد أن جميع الأطراف وافقت على الخطة، وأن وفدا أمريكيا إضافيا توجه إلى شرم الشيخ للانضمام إلى المفاوضات.
ميدانياً، أفادت مصادر طبية بمقتل 12 فلسطينياً خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية جراء قصف الجيش الإسرائيلي لمناطق في مدينة غزة، بينها أحياء الصبرة وتل الهوى والشيخ رضوان ومخيم الشاطئ.
وكانت المفاوضات قد بدأت الاثنين الماضي عقب موافقة حركة حماس على إطلاق المحتجزين مقابل الإفراج عن معتقلين فلسطينيين في إطار خطة مؤلفة من 20 بندا قدمها الرئيس الأمريكي.
وقال كبير مفاوضي الحركة خليل الحية لقناة “القاهرة الإخبارية” إن حماس تطالب بضمانات حقيقية من الرئيس ترامب والدول الراعية لإنهاء الحرب بشكل دائم مشيرا إلى أن إسرائيل لا تلتزم بتعهداتها السابقة.
وتنص الخطة الأمريكية على وقف إطلاق النار، والإفراج عن جميع المحتجزين، ونزع سلاح حركة حماس وانسحاب القوات الإسرائيلية تدريجيا من قطاع غزة. ووافقت الحركة على بنود تتعلق بالإفراج عن المحتجزين وتشكيل إدارة فلسطينية مستقلة للقطاع لكنها امتنعت عن بحث مسألة نزع السلاح دون ضمانات واضحة بشأن مستقبل غزة.
وفي المقابل، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعمه للخطة مؤكدا أنها تحقق أهداف إسرائيل من الحرب وتعهد في كلمة متلفزة بتحقيق جميع الأهداف وفي مقدمتها الإفراج عن المحتجزين.
من جهته، أوضح وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي أن المفاوضات تتركز على تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق وتشمل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين وإدخال المساعدات الإنسانية وإعادة انتشار القوات الإسرائيلية تمهيدا لتثبيت وقف إطلاق النار.
وتأتي هذه الجولة وسط تصاعد الضغوط الدولية لوقف الحرب المستمرة منذ عام والتي خلفت دمارا واسعا وأزمة إنسانية غير مسبوقة في القطاع حيث تشير تقديرات الهيئات الصحية الفلسطينية إلى مقتل أكثر من 67 ألف شخص منذ بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية.
Web Desk