آراء و مقالات

باكستان وترامب: استثمار المعادن النادرة لتعزيز النفوذ الدبلوماسي

ترامب يستمع لرئيس وزراء باكستان شهباز شريف خلال قمة غزة في شرم الشيخ. (misbar)

فريق UrKish News

أشارت شبكة CNN الأمريكية إلى أن الرئيس دونالد ترامب أعاد رسم ملامح الدبلوماسية الأمريكية في ولايته الثانية تقوم على المصالح المباشرة لا التحالفات التقليدية. هذا التحول أتاح لباكستان مساحة واسعة للمناورة واستعادة موقعها في الحسابات الاستراتيجية لواشنطن.
بعد وقف إطلاق النار في غزة بمدينة شرم الشيخ، أشاد ترامب بالمشير عاصم منير، قائد الجيش الباكستاني، واصفًا إياه بـ”المشير المفضل لديه” فيما أعلن رئيس الوزراء شهباز شريف عزمه ترشيح ترامب مرة أخرى لجائزة نوبل للسلام ما يعكس مستوى الانفتاح الدبلوماسي بين البلدين.

لطالما حافظت واشنطن على مسافة من باكستان بسبب عدم الاستقرار السياسي وارتباطاتها المزعومة بجماعات إرهابية، إضافة إلى قربها من الصين. إدارة بايدن تجاهلت باكستان ووصفها بأنها “واحدة من أخطر دول العالم” خاصة بعد الانسحاب الفوضوي من أفغانستان في 2021.
مع عودة ترامب، تغيرت الحسابات، واستفادت باكستان من هذا التوجه لتأمين حضور دائم في البيت الأبيض وتجنب الانتقادات الحادة التي يوجهها الرئيس عادةً لقادة الدول الأخرى. كما نجحت في الحصول على صفقات عسكرية مثل صواريخ “إمريم” وتقليل التعريفات الجمركية مقارنة بجيرانها، بما في ذلك الهند.

برز المشير عاصم منير خلال النزاع العسكري مع الهند في مايو ما أكسبه ترقية إلى رتبة مشير ميداني. زيارته للبيت الأبيض دون مرافقة المسؤولين المدنيين عززت من صورته كقائد موثوق لدى ترامب الذي يقدّر اتخاذ القرارات السريعة والحاسمة.

تمثل المعادن الأرضية النادرة الورقة الرابحة لباكستان في علاقاتها مع واشنطن إذ تشمل النيوديميوم والبراسيوديميوم والأنتيمون والنحاس وتستخدم في الصناعات التكنولوجية والعسكرية.
معظم هذه الموارد موجودة في بلوشستان ويضمن الجيش الباكستاني الاستفادة منها عبر Frontier Works Organization.
في سبتمبر، قدم منير لترامب صندوقًا يحتوي عينات من هذه المعادن تلاه إعلان أول شحنة من المعادن الحيوية ضمن شراكة بقيمة 500 مليون دولار مع شركة أمريكية ما يعكس جدية باكستان في استثمار مواردها لتعزيز موقعها الاستراتيجي.

ترامب يلتقي شهباز شريف والمشير عاصم منير في البيت الأبيض بواشنطن. 25 سبتمبر 2025 (CNN)

تمتلك باكستان تاريخًا طويلًا في لعب دور الوسيط لصالح الولايات المتحدة مثل ترتيب زيارة سرية لهنري كيسنجر إلى بكين عام 1971 ما ساهم في تطبيع العلاقات الأمريكية-الصينية. اليوم، تُعتبر باكستان شريكًا محتملاً لنقل رسائل واشنطن إلى طهران مستفيدة من علاقاتها المستقرة نسبيًا مع إيران.

يبقى الجيش عنصرًا مؤثرًا في السياسة الداخلية إذ يشرف على الشراكات الاقتصادية الاستراتيجية ويؤثر في القرارات الحكومية. وأثار تقرير منظمة العفو الدولية الأخير مخاوف بشأن قمع المعارضة والنشطاء الحقوقيين. رغم ذلك، تؤكد الحكومة أن الشراكة مع الولايات المتحدة قائمة على مصالح مشتركة تشمل الأمن والاستقرار الإقليمي والتعاون الاقتصادي.

يعكس نجاح باكستان الدبلوماسي المزج بين القوة العسكرية والموارد الاقتصادية والقدرة على إدارة العلاقات مع ترامب. إلا أن استمرار هذه المكاسب مرتبط بشكل كبير بتقديرات الرئيس الأمريكي وتفضيلاته الشخصية مما يجعل العلاقة ديناميكية ومرتبطة بالسياسة الأمريكية الداخلية بشكل مباشر.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري ل UrKish News.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى