آراء و مقالاتاخبار سياسة

هل يمكن للترامبية أن تزدهر في بريطانيا؟ فكر مجددًا

جون هاريس

غيتي

في ظل مستودع أمازون مهجور في “ستافوردشاير” التقيت بأشخاص يبدون إعجابًا متزايدًا بنموذج الزعيم القوي الذي “يفعل ما يقول“. هذا الشعور وإن كان يبدو بعيدًا عن المشهد السياسي البريطاني التقليدي إلا أنه بدأ يجد له صدى في أوساط عديدة.

عند زيارتي الأولى إلى روغلي أصابتني الدهشة من التباين الحاد بين رموز زمنين متعاقبين. لا تزال محطة الطاقة القديمة المهجورة تلوح في الأفق لكن بجانبها انتشرت رموز جديدة للعصر الحديث: مطاعم الوجبات السريعة وفندق حديث ومبنى ضخم لمركز أمازون للخدمات اللوجستية الذي افتُتح عام 2011. لكن في عام 2023، وبعد عامين من هدم محطة الطاقة أعلنت أمازون إغلاق المركز ليصبح مجرد “مبنى أزرق ضخم” في نهاية المدينة كما وصفه أحد السكان.

أثناء زيارتي الأخيرة التقيت بسكان محليين يعكسون حالة من فقدان الثقة في السياسة التقليدية. في مركز مجتمعي مزدحم كانت إيما وكيان -وهما زوجان شابان- يعبران عن هذا الشعور بوضوح. عند سؤالهم عما إذا كانوا يشعرون بأي تغيير بعد الانتخابات الأخيرة أجابت إيما بفتور: “لا نتوقع شيئًا مما نُوعَد به“.

لكن عندما طُرح اسم ترامب أبدت إيما نوعًا من الإعجاب بأسلوبه: “أتمنى لو يتم استثمار المزيد في المملكة المتحدة. نحن بحاجة إلى شخص لديه المزيد من الحزم”. هذا الحنين لزعيم حازم يمتلك رؤية واضحة يتردد في أماكن أخرى حتى بين المهاجرين مثل كنان سائق توصيل اضطر إلى العمل لساعات طويلة بعد انهيار شركته في مجال تكنولوجيا المعلومات خلال الجائحة. بالنسبة له ترامب “يفعل ما يقول على عكس السياسيين الآخرين”.

في موقف سيارات، استمعنا إلى خطاب ترامب الافتتاحي عندما توقف بجانبنا رجل في الخمسين من عمره مع أطفاله. بدأ يسرد تفاصيل حياته كاشفًا عن معاناته المالية وصعوبة التوفيق بين العمل ورعاية أبنائه. أخبرنا أنه بالكاد يأكل لأربعة أيام في الأسبوع وقد صوّت مرة واحدة فقط في حياته لصالح حزب الإصلاح البريطاني.

أفكاره لم تكن معزولة. فقد نشرت صحيفة ديلي تلغراف مؤخرًا مقالًا أشار إلى أن “العديد من البريطانيين معجبون بأسلوب ترامب ليس فقط بسبب سياساته ولكن بسبب إصراره على تنفيذ وعوده“. وقد أظهرت استطلاعات حديثة أن الأحزاب التقليدية قد تخسر المزيد من الأصوات لصالح حزب الإصلاح البريطاني بقيادة “نايجل فاراج” أو أي زعيم يميني شعبوي آخر.

بينما تستمر النخب السياسية في الترويج لخطابات عن النمو الاقتصادي والسياسات التقليدية، يبدو أن هناك فجوة متزايدة بين هذه الرؤية وبين الواقع الذي يعيشه المواطنون. إن لم يحدث تغيير جذري في كيفية معالجة مشكلات الناس وتطلعاتهم فقد نشهد صعود زعيم بريطاني يتبنى نهج الترامبية (Trumpism) في وقت أقرب مما نعتقد.

المصدر: المقال باللغة الإنجليزية وتم تلخيصه باللغة العربية بواسطة UrKish والآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري ل UrKish News.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء تعطيل حاجب الإعلانات للاستمرار في استخدام موقعنا