
وكالات – تعرضت العاصمة الأوكرانية كييف لهجمات جديدة بالطائرات المسيرة خلال الليل في وقت تشهد فيه الساحة السياسية في البلاد توترا ملحوظا بعد إقالة الرئيس فولوديمير زيلينسكي لأحد أبرز مساعديه، أندريه يرماك، إثر تحقيقات مرتبطة بشبهة فساد واسعة.
الهجمات جاءت قبل الجولة الثانية من مفاوضات السلام التي تستعد واشنطن لاستضافتها ضمن تحرك أمريكي لإحياء مسار إنهاء الحرب. وكان مقررا أن يشارك يرماك بصفته كبير المفاوضين قبل أن يطيح به قرار الإقالة.
وفي السياق نفسه، أعلن زيلينسكي توجه وفد أوكراني إلى الولايات المتحدة برئاسة رستم عمروف، الأمين العام لمجلس الأمن والدفاع الوطني، لمناقشة الخطة الأمريكية المعدلة لإنهاء الحرب.
إقالة يرماك جاءت في لحظة حساسة إذ يواجه الجيش الأوكراني ظروفا صعبة على خطوط الاشتباك. كما تتزامن مع مفاوضات مكثفة مع واشنطن بشأن رؤية جديدة لإنهاء أربع سنوات من الحرب مع روسيا.
يرماك الذي يحمل الاسم الكامل أندريه بوريسوفيتش يرماك، يُعد من أقوى الشخصيات داخل الدائرة الضيقة للرئيس. وخلال السنوات الماضية لعب دورا محوريا في إدارة الملفات السياسية والأمنية وقيادة المفاوضات الدولية. الإطاحة به جاءت بعد تفجر فضيحة فساد ضخمة في قطاع الطاقة كشفتها هيئة مكافحة الفساد وأعلنت عن شبكة تورطت في اختلاس نحو 86 مليون يورو ما أدى إلى إقالة وزيرين واعتقال عدة متهمين.
وقال زيلينسكي عبر منصاته الرقمية إن يرماك تقدم باستقالته وشكره على ما قدمه من جهود. ثم أصدر مرسوما رئاسياً يثبت رحيله معلنا بدء مشاورات لاختيار بديل. ودعا في الوقت نفسه الأوكرانيين إلى الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية.
التحقيقات شملت تفتيش منزل يرماك من قبل مكتب مكافحة الفساد ومكتب المدعي العام الخاص بينما أشارت مصادر معارضة إلى ورود اسمه بصورة غير مباشرة في تسجيلات صوتية بين متهمين حيث استخدم له لقب علي بابا.
يرماك الذي بدأ مسيرته كمحامٍ في مجال الملكية الفكرية وعمل في إنتاج الأفلام مع زيلينسكي قبل دخوله السياسة، أصبح خلال الحرب أحد أكثر رجال السلطة نفوذا. مصادر من داخل الحزب الحاكم تحدثت عن تأثير كبير له على قرارات الرئيس بينما أكد مسؤولون سابقون أنه كان يتحكم في دوائر الوصول إلى زيلينسكي ويشارك في أغلب القرارات الرئاسية حتى لُقب في بعض الأوساط بنائب الرئيس.
Web Desk




