آراء و مقالاتالصحةالمناخ

العواصف الرملية والترابية… خطر صامت يهدد صحة الملايين حول العالم

صورة أرشيفية لهرم الجيزة الأكبر أثناء عاصفة رملية (Shutterstock)

فريق UrKish News

في الوقت الذي يشهد فيه العالم تزايدًا في وتيرة التغير المناخي وتدهور النظم البيئية، تبرز العواصف الرملية والترابية كأحد التحديات البيئية والصحية المتفاقمة التي لا تحترم حدودًا جغرافية وتهدد حياة الملايين يوميًا.

تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية (WHO) إلى أن نحو 330 مليون شخص حول العالم يتعرضون يوميًا للجسيمات الدقيقة المحمولة بالرياح والتي قد تقطع آلاف الكيلومترات من مصادرها الأصلية. وفي ظل أن 25% من انبعاثات الغبار ناتجة عن أنشطة بشرية مثل إزالة الغابات وسوء إدارة الأراضي والمياه فإن التدخل البشري يلعب دورًا كبيرًا في تعميق الأزمة.

العواصف ليست مجرد ظاهرة طبيعية
العواصف الرملية والترابية التي تحدث غالبًا في المناطق الجافة وشبه الجافة، لم تعد مجرد ظواهر طبيعية عابرة بل أصبحت خطرًا بيئيًا وصحيًا متكررًا. وتكمن خطورتها في قدرتها على رفع كميات ضخمة من الغبار إلى طبقات الجو العليا ومن ثم نقلها إلى مناطق بعيدة مثل انتقال الغبار من الصحراء الكبرى إلى الكاريبي أو من آسيا الوسطى إلى كوريا واليابان.

تأثيرات صحية تتجاوز التنفس
تتسبب العواصف الرملية في ارتفاع تركيز الجسيمات الدقيقة في الهواء ما يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة أبرزها أمراض الجهاز التنفسي والقلب. وتُعد هذه الجسيمات أحد مكونات تلوث الهواء التي تمثل خطرًا كبيرًا على الفئات الضعيفة كالأطفال وكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة.

وعلى الرغم من وجود أدلة علمية على التأثيرات الصحية قصيرة المدى إلا أن الدراسات المتعلقة بالتأثيرات طويلة الأمد لا تزال محدودة خاصة في الدول النامية ومناطق المصدر.

استجابات محدودة وتعاون دولي مطلوب
حتى الآن، تعتمد أغلب الحكومات على أنظمة إنذار مبكر محدودة وتوجيهات وقتية موجهة للفئات الأكثر عرضة للخطر دون وجود استراتيجيات شاملة أو خطط طويلة الأمد للتعامل مع هذه الظاهرة.

وفي ظل الطبيعة العابرة للحدود للعواصف الرملية فإن الاستجابة الفعالة تتطلب تعاونًا إقليميًا ودوليًا وتكاملًا بين القطاعات البيئية والصحية والعلمية.

جهود منظمة الصحة العالمية
من جانبها، تعمل منظمة الصحة العالمية على تطوير إرشادات مبنية على الأدلة لمساعدة صناع القرار وتشكيل مجموعات خبراء لدراسة الغبار الصحراوي وتأثيراته الصحية. كما تسعى المنظمة إلى تعزيز قدرات القطاع الصحي من خلال برامج تدريبية وتعاون وثيق مع منظمات دولية مثل المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.

وفي خطوة رمزية هادفة إلى تسليط الضوء على خطورة هذه الظاهرة، تم تخصيص يوم 12 يوليو من كل عام ليكون اليوم الدولي لمكافحة العواصف الرملية والترابية بدءًا من عام 2023.

المستقبل في الميزان
مع استمرار التصحر وتغير المناخ وغياب سياسات صارمة للحد من مسببات العواصف، يبدو أن التحديات لن تتراجع قريبًا. لذلك، فإن التحرك العاجل لتعزيز الأبحاث وتوحيد أساليب تقييم الأثر ووضع استراتيجيات وقائية طويلة الأمد أصبح ضرورة حتمية لا خيارًا.

فالعواصف الرملية والترابية لم تعد مجرد غبار عابر في الأفق بل أزمة بيئية وصحية تستحق كل انتباه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء تعطيل حاجب الإعلانات للاستمرار في استخدام موقعنا