وكالات – انطلقت اليوم النسخة الأولى من “مؤتمر العلا لاقتصادات الأسواق الناشئة” بتنظيم مشترك بين وزارة المالية السعودية وصندوق النقد الدولي بمشاركة وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية وصنّاع السياسات وقادة من القطاعين العام والخاص.
ناقش المؤتمر أبرز التحديات التي تواجه الاقتصادات الناشئة، وعلى رأسها: ضعف النمو وارتفاع الاحتياجات التمويلية وتصاعد مستويات الدين العام. وشهد اليوم الأول سلسلة من التصريحات البارزة حول سبل تعزيز الاستقرار الاقتصادي وتمكين النمو المستدام في تلك الأسواق.
المؤتمر يأتي في إطار مبادرة سنوية تهدف إلى تعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات الاقتصادية العالمية، وفيما يلي أبرز تصريحات المشاركين:
مديرة صندوق النقد: التجارة تفقد بريقها كمحرك للنمو
في كلمة افتتاحية ألقتها خلال مؤتمر العلا لاقتصادات الأسواق الناشئة بالسعودية، أكدت مديرة صندوق النقد الدولي “كريستالينا غورغييفا” أن التجارة العالمية لم تعد تلعب الدور المحوري ذاته في دعم الدخل القومي كما كانت في العقود الماضية. وأوضحت أن التحولات الاقتصادية أضعفت مساهمتها التقليدية ما يستدعي قدرة أكبر على التكيف مع المتغيرات المتسارعة.
وأشارت غورغييفا إلى أن الإدارة الأميركية الجديدة تضع التجارة والتعريفات الجمركية على رأس أولوياتها، إلى جانب قضايا أخرى مثل الهجرة فيما يشهد العالم طفرة تكنولوجية بقيادة الذكاء الاصطناعي وهو ما يعزز الكفاءة لكنه يشكل أيضًا تحديًا لسوق العمل خلال السنوات المقبلة.
وأضافت: “الأسواق الناشئة أمام مفترق طرق، إما التكيف والمرونة أو مواجهة صعوبات متزايدة. والتحدي الحقيقي يكمن في القدرة على الصمود والاستجابة السريعة لمتغيرات السوق”.
وأكدت أن التضخم وتقلبات أسعار الصرف والسياسات النقدية تزيد من الضغوط الاقتصادية على الأسواق الناشئة خاصة مع صعود الدولار. كما لفتت إلى ارتفاع الديون ونقص الموارد المالية مما يدفع الحكومات إلى اللجوء إلى الحوافز المالية لدعم النمو.
محافظ المركزي الصيني: اليوان دعامة للاستقرار المالي العالمي
في كلمته بالمؤتمر، شدد “بان غونغ شنغ” محافظ بنك الشعب الصيني على أهمية استقرار اليوان للحفاظ على الاستقرار المالي والاقتصادي العالمي مشيرًا إلى أن الصين ستواصل السماح لقوى السوق بتحديد سعر الصرف.
وأوضح أن معظم العملات تراجعت أمام الدولار بينما حافظ اليوان على استقراره النسبي رغم التقلبات الحادة في الأسواق المالية.
وأشار إلى أن الصين تعطي الأولوية لتعزيز الاستهلاك من خلال سياسات داعمة تشمل زيادة دخل الأسر وتنشيط القوة الشرائية في خطوة تهدف إلى تقليل الاعتماد على الاستثمار كدافع رئيسي للنمو الاقتصادي.
كما أكد أن الأسواق الناشئة تواجه تحديات معقدة أبرزها: التوترات الجيوسياسية والتجزئة الاقتصادية وتأثيراتها على سلاسل الإمداد وانتقال التكنولوجيا وهو ما يستدعي تبني سياسات أكثر مرونة لمواجهة هذه المتغيرات.
وزير المالية الروسي: تحقيق التوازن المالي تحدٍّ في أوقات الأزمات
من جانبه، أوضح وزير المالية الروسي “أنطون سيلوانوف” أن فهم الدول لمشكلاتها الاقتصادية يعد ركيزة أساسية لإعادة هيكلة ديونها بفاعلية.
وأشار خلال كلمته إلى أن السياسات المالية المسؤولة هي مفتاح الحد من المخاطر الاقتصادية لكنها في الوقت ذاته تفرض تحديات كبرى أبرزها: تحقيق التوازن بين الإيرادات والنفقات لا سيما في ظل الأزمات والتضخم.
وأكد أن إدارة الدين العام تتطلب الحفاظ على مستويات مستدامة محذرًا من أن الديون المرتفعة قد تعرقل عمليات إعادة التمويل. كما لفت إلى أن السياسات المالية المتشددة قد تؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي مما يفرض معضلة على صانعي القرار.
وشدد على أن المسؤولية المالية لا تقتصر فقط على ضبط الإنفاق بل تشمل أيضًا إدارة ذكية للديون والضرائب والاستثمارات داعيًا إلى تبني سياسات مالية متوازنة تتكيف مع المخاطر والتحديات المتجددة.
Web Desk
