
توصلت الولايات المتحدة وأوكرانيا إلى اتفاق يمنح واشنطن حصة من عائدات الموارد المعدنية الأوكرانية وذلك بعد مفاوضات مكثفة بين الجانبين. وأكد مسؤولون أمريكيون وأوكرانيون أن الاتفاق لا يتضمن شرطًا سابقًا كانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد طرحته والذي يقضي بدفع أوكرانيا 500 مليار دولار لصندوق أمريكي.
وبحسب مسودة الاتفاق التي جرت مناقشتها، ستخصص أوكرانيا نصف عائداتها من استخراج الموارد الطبيعية بما في ذلك المعادن الحيوية والنفط والغاز لصندوق استثماري تمتلك الولايات المتحدة فيه الحصة الأكبر وفقًا للقوانين الأمريكية. كما سيتضمن الاتفاق آلية لإعادة استثمار جزء من العائدات داخل أوكرانيا.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد طالب بضمانات أمنية لبلاده مقابل منح حقوق الاستثمار في الموارد المعدنية خصوصًا مع استمرار الحرب مع روسيا. إلا أن مسودة الاتفاق، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز لم تتضمن أي التزامات أمنية واضحة من الجانب الأمريكي.
ووفقًا لمسؤول أمريكي، فقد تم إرسال المسودة النهائية المترجمة للاتفاق إلى أوكرانيا يوم الثلاثاء. ومن المتوقع أن يوقع وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت ونظيره الأوكراني على الاتفاق في المرحلة الأولى قبل أن يسافر زيلينسكي إلى واشنطن للتوقيع النهائي مع الرئيس ترامب.
تمتلك أوكرانيا أكثر من 100 موقع غني بالمعادن الحيوية وفقًا لدراسة أجرتها مدرسة كييف للاقتصاد، بالإضافة إلى احتياطيات من النفط والغاز الطبيعي.
وتشمل الموارد التي يغطيها الاتفاق التيتانيوم الذي يدخل في صناعة الطائرات والبناء والأجهزة الطبية ومستحضرات التجميل حيث تنتج أوكرانيا 6% من الإنتاج العالمي. كما يغطي الليثيوم المستخدم في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية والتطبيقات الصناعية، وتمتلك أوكرانيا ثلث احتياطيات أوروبا منه. ويشمل أيضًا اليورانيوم الذي يعد عنصرًا رئيسيًا في الطاقة النووية حيث تمتلك أوكرانيا أكبر احتياطي منه في أوروبا، بالإضافة إلى العناصر الأرضية النادرة المستخدمة في الصناعات التكنولوجية المتقدمة مثل الإلكترونيات والطاقة المتجددة والفضاء.
يأتي هذا الاتفاق في وقت حرج بالنسبة لأوكرانيا التي تخوض حربًا مستمرة منذ أربع سنوات ضد روسيا وتسعى إلى تعزيز اقتصادها من خلال الاستفادة من مواردها الطبيعية. في المقابل، تسعى الولايات المتحدة إلى تأمين إمدادات مستقرة من المعادن الحيوية التي تعد ضرورية للصناعات الاستراتيجية والتكنولوجية.
Web Desk