تواجه الولايات المتحدة تحديًا متزايدًا من الصين في سباق تطوير أول محطة طاقة اندماجية (Nuclear Fusion) على نطاق الشبكة حيث تضاعف بكين استثماراتها وتنفذ مشاريعها بوتيرة غير مسبوقة ما يهدد بتراجع الهيمنة الأمريكية على هذا القطاع الواعد.
يُعد الاندماج النووي “الكأس المقدسة” للطاقة النظيفة حيث ينتج طاقة تفوق بأربعة أضعاف لكل كيلوغرام من الوقود مقارنة بالانشطار النووي التقليدي دون أي انبعاثات كربونية أو نفايات مشعة طويلة الأمد. ويتوقع أن تبلغ قيمة هذا السوق تريليون دولار بحلول عام 2050، بحسب تقرير نشره موقع “CNBC“.
استثمارات متزايدة وتحديات تقنية
بعد أن كانت الولايات المتحدة رائدة في أبحاث الاندماج لعقود حققت في 2022 إنجازًا تاريخيًا بإنتاج طاقة اندماجية صافية لأول مرة في مختبر “لورانس ليفرمور” ما أدى إلى تضاعف الاستثمارات الخاصة في الشركات الأمريكية لتصل إلى أكثر من 8 مليارات دولار.
ورغم هذه الطفرة، تواجه واشنطن تحديات كبيرة حيث تخصص الصين نحو 1.5 مليار دولار سنويًا لتمويل مشاريع الاندماج مقارنة بـ 800 مليون دولار فقط في الولايات المتحدة. كما أن بكين تبني منشآت أكبر وأسرع مع صور أقمار صناعية تظهر إنشاء مفاعل صيني جديد بحجم ضعف منشأة الليزر الأمريكية “NIF“.
سرقة تصاميم وسيطرة على الإمدادات
بالإضافة إلى التفوق في حجم المشروعات، تمتلك الصين حاليًا أكبر عدد من براءات الاختراع في مجال الاندماج النووي كما تفوقت في عدد الحاصلين على درجات الدكتوراه في التخصص مما أدى إلى “نزيف عقول” في الولايات المتحدة.
وتتهم شركات أمريكية مثل “هيليون” الصين بنسخ تصاميمها المسجلة ببراءات اختراع في حين تعمل بكين على تأمين سلسلة الإمدادات الخاصة بالمكونات الحيوية مثل المغناطيسات عالية الطاقة وأشباه الموصلات في خطوة مشابهة لما فعلته في صناعات البطاريات والطاقة الشمسية.
سباق نحو أول محطة اندماجية تجارية
تسابق الشركات الأمريكية الزمن لتشغيل أول محطة اندماج تجارية حيث تخطط “هيليون” لإطلاق مفاعلها بحلول 2028، بينما تستهدف “كومونويلث فيوجن سيستمز” تشغيل أول محطة في أوائل الثلاثينيات.
ويحذر الخبراء من أن التفوق في هذا المجال لا يكمن فقط في الوصول إلى التشغيل الأول، بل في بناء صناعة اندماج متكاملة قادرة على تلبية احتياجات الأسواق العالمية لا سيما مع التزايد الهائل في استهلاك الطاقة من قبل مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي.
Web Desk
