
تسعى أوروبا إلى ترسيخ موقعها كمركز عالمي للذكاء الاصطناعي لكنها تواجه تحديًا بيئيًا متصاعدًا يتمثل في ندرة المياه. فخطة المفوضية الأوروبية لزيادة سعة مراكز البيانات إلى ثلاثة أضعاف خلال سبع سنوات تهدد بتفاقم ما يسميه الخبراء “العطش الرقمي”.
ووفق تقرير لشبكة “CNBC“، تعتمد مراكز البيانات على كميات ضخمة من المياه لتبريد الخوادم ما يثير قلقًا خاصًا في دول مثل إسبانيا واليونان التي تعاني جفافًا مزمنًا. في إقليم أراغون الإسباني، يعارض المزارعون خطط “أمازون” لبناء مراكز بيانات خوفًا من استنزاف حصصهم المائية بينما تواجه بريطانيا جدلًا مماثلًا حول مشروع كولهام قرب خزان مياه جديد.
تراهن المفوضية على مبادرة الحوسبة الفائقة (EuroHPC) لتقديم نموذج “الحوسبة الخضراء” كما في مشروع “JUPITER” في ألمانيا الذي يعمل بالطاقة المتجددة. لكن الخبراء يؤكدون أن معظم البصمة المائية لمراكز البيانات تأتي من مراحل إنتاج الطاقة والرقائق الإلكترونية، لا من التبريد وحده.
شركات التكنولوجيا تحاول تطوير حلول لتقليل استهلاك المياه مثل التبريد بالهواء أو تحلية مياه البحر إلا أن وتيرة التوسع تفوق قدرة البيئة على التكيّف.
تنتج مراكز البيانات تريليونات الدولارات وتدعم ملايين الوظائف لكنها أيضًا تهدد موارد أوروبا الطبيعية. ومع عيش ثلث سكان القارة في مناطق تعاني ضغطًا مائيًا حادًا، تواجه أوروبا معادلة صعبة بين النمو الرقمي والاستدامة البيئية.
Web Desk



