
وكالات – دخلت الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على عشرات الدول حيز التنفيذ، وسط مخاوف متزايدة من تفاقم التوترات التجارية وتداعيات اقتصادية عالمية. وفرضت واشنطن تعريفات وصلت إلى 104% على السلع الصينية، في خطوة صعّدت من حدة الحرب التجارية الدائرة.
وجاء تطبيق الرسوم في وقت تسعى فيه إدارة ترامب لفتح قنوات تفاوض مع عدد من الشركاء التجاريين من بينهم كوريا الجنوبية واليابان، فيما تستعد رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني لزيارة واشنطن الأسبوع المقبل.
وقد أثارت الإجراءات الجديدة حالة من الارتباك في الأسواق حيث خسر مؤشر S&P 500 ما يقرب من 6 تريليونات دولار خلال أربعة أيام، في أكبر تراجع منذ خمسينيات القرن الماضي واقترب المؤشر من مرحلة “السوق الهابطة“.
في آسيا، شهدت الأسواق تراجعات حادة حيث هبط مؤشر نيكاي الياباني بنسبة 3% وسجلت العملة الكورية الجنوبية أدنى مستوى لها منذ 16 عامًا، بينما تعرضت السندات الحكومية لخسائر ملحوظة. وفي المقابل، حافظت الأسواق الصينية على استقرار نسبي بدعم مباشر من الدولة.
وقال ترامب إن الرسوم الجديدة تهدف إلى “وضع حد لنهب الاقتصاد الأمريكي” من قبل دول وصفها بأنها “تستغل التجارة مع الولايات المتحدة” مشيرًا إلى أن هذه الرسوم “دائمة” لكنه أكد في الوقت ذاته أن عدة دول أبدت رغبتها في التفاوض.
وقد أثار رفع الرسوم الجمركية على الصين ردود فعل غاضبة من بكين التي وصفت الخطوة بأنها “ابتزاز” وتعهدت بالرد. كما أعلنت شركات وساطة مالية صينية دعمها لجهود الحكومة في حماية الأسواق.
وفي تحرك استباقي لتداعيات الرسوم، خفّضت البنوك المركزية في نيوزيلندا والهند أسعار الفائدة في حين أعلنت كوريا الجنوبية عن حزمة دعم طارئة لقطاع السيارات تشمل إعفاءات ضريبية ودعماً مالياً.
ويحذر اقتصاديون من أن المستهلك الأمريكي سيكون المتضرر الأكبر على المدى الطويل مع ارتفاع محتمل في أسعار السلع اليومية. وأظهر استطلاع أجرته وكالة “رويترز/إبسوس” أن نحو 75% من الأمريكيين يتوقعون ارتفاعاً في الأسعار خلال الأشهر الستة المقبلة.
وبينما يستمر الترقب لآثار هذه الخطوات على الاقتصاد العالمي، لمح ترامب خلال اجتماع مع نواب الحزب الجمهوري إلى فرض رسوم جديدة على واردات الأدوية ما يشير إلى أن الحرب التجارية قد تكون في بدايات مرحلة أكثر حدة.
Web Desk