اخبار سياسة

طهران: الاتفاق “لن يستغرق وقتاً طويلاً” إذا استمرت الجدية

صورة: outlookindia

تقترب سلطنة عُمان من استضافة جولة ثانية من المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران وسط مؤشرات على وجود تباينات في التصريحات حول مكان انعقادها بين مسقط وروما. وفيما تتجه الأنظار إلى جولة السبت المقبل، علّقت طهران على الجولة الأولى التي عُقدت قبل أيام، واصفة إياها بـ”التمهيدية” و”التقييمية“.

وأكد معاون الشؤون القانونية والدولية في الخارجية الإيرانية وعضو الفريق المفاوض كاظم غريب آبادي أن الجولة الأولى لم تتضمن طرح نقاط محورية من قبل إيران، بل كانت مخصصة لاستعراض الخطوط العامة للموقف الإيراني موضحاً أنها انتهت خلال أقل من ثلاث ساعات.

وقال غريب آبادي في مقابلة بثها التلفزيون الرسمي الإيراني مساء الأربعاء: إن تقييم الجولة الأولى كان إيجابياً من حيث مستوى الجدية مضيفاً: “إذا دخل الطرف الأمريكي الجولة الثانية بالنهج ذاته فلن يستغرق التوصل إلى اتفاق وقتاً طويلاً”.

كما شدد المسؤول الإيراني على أن بلاده لا تسعى لامتلاك سلاح نووي مجدداً التأكيد على أن حق طهران في تخصيب اليورانيوم “غير قابل للتفاوض” وأضاف: “خضنا مفاوضات سابقة في عهد أوباما بشأن التخصيب دون أن نتنازل عن هذا الحق ولن نفعل ذلك الآن”.

في السياق ذاته، اعتبر غريب آبادي أن المفاوضات النووية “عملية مستمرة” تهدف إلى اختبار مدى التزام كل طرف مشيراً إلى أن بلاده تتبنى مقاربة “لا تفاؤل مفرط ولا تشاؤم مفرط” وهي العبارة التي تتطابق مع ما صرّح به المرشد الإيراني علي خامنئي الذي قال بدوره إنه “ليس متفائلاً أو متشائماً بشكل مفرط” تجاه الحوار مع واشنطن.

وفيما أشار إلى أن مكانة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف “تفوق مستوى وزير” كشف أن الأخير أجرى سابقاً محادثات مطوّلة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في محاولة لتسليط الضوء على جدّية الجانب الأمريكي.

من جانبه، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن مسار المفاوضات يسير بشكل طبيعي وأن “شؤون البلاد تُدار بشكل مستقر ولم تتأثر بتلك المحادثات” مضيفاً: “نرحب بإبرام اتفاق مع الولايات المتحدة إذا كان يصب في مصلحة البلاد”.

وفي موقف أكثر حذراً، قال وزير الخارجية عباس عراقجي إن التصريحات الأمريكية “المتناقضة” من شأنها أن تعقّد مسار التفاوض إلا أنه أشار إلى أن “الحوار يمكن أن يمضي قدماً إذا جرى في أجواء من الاحترام المتبادل”.

وفي تطور موازٍ، كشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير صدر فبراير الماضي: أن طهران تمتلك 274.8 كغم من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60% ما يقربها من عتبة 90% اللازمة للاستخدام العسكري متجاوزة بكثير سقف الـ3.67% المنصوص عليه في اتفاق 2015.

في المقابل، أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن استيائه من وتيرة المحادثات متهماً طهران بـ”المماطلة” ولوّح مجدداً باستخدام الخيار العسكري لضرب المنشآت النووية الإيرانية في حال فشل التفاوض.

وكانت إدارة ترامب قد انسحبت من الاتفاق النووي عام 2018 وأعادت فرض عقوبات قاسية على إيران التي بدأت لاحقاً بالتراجع التدريجي عن التزاماتها ضمن الاتفاق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء تعطيل حاجب الإعلانات للاستمرار في استخدام موقعنا