اقتصادالحرب التجاريةالذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي يدخل بقوة لمواجهة اضطرابات التجارة العالمية والرسوم الجمركية

تعبيرية (LinkedIn)

تتجه الشركات العالمية إلى أدوات الذكاء الاصطناعي لمساعدتها في التكيّف مع الاضطرابات الواقعية التي تشهدها سلاسل الإمداد والتجارة العالمية، بحسب تقرير نشرته شبكة “CNBC“.

وأكدت شركات تكنولوجية رائدة أنها تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتصوّر مسارات سلاسل الإمداد الخاصة بها وتحليل أثر التغييرات الجمركية لاسيما تلك التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وتشمل هذه التحليلات تتبّع المواد الخام مرورا بمراحل التصنيع وصولًا إلى وجهات الشحن والتصدير.

وأعلنت شركة Salesforce الأسبوع الماضي عن تطوير وكيل ذكاء اصطناعي متخصص في إدارة الواردات قادر على التفاعل الفوري مع التعديلات التي تطال أكثر من 20,000 فئة جمركية ضمن النظام الأمريكي مستندا إلى جدول التعرفة المنسقة (HTS) الذي يمتد على 4400 صفحة.

وقال إريك لوب نائب الرئيس التنفيذي للشؤون الحكومية في Salesforce: “الوتيرة السريعة والتعقيد الكبير في تغيّر الرسوم الجمركية يجعل من الصعب على الشركات التعامل معها يدويًا، إذ كانت تعتمد في السابق على فرق صغيرة من المتخصصين لمواكبة هذه التعديلات”.

من جانبها، أوضحت شركة Kinaxis المتخصصة في إدارة سلاسل الإمداد: أن الذكاء الاصطناعي يمكّن الشركات من اتخاذ قرارات أسرع لتعديل استراتيجيات التوريد باستخدام تقنيات تعلم الآلة التي تحلل مكونات المنتجات والمعلومات الاقتصادية والمقالات الإخبارية.
وقال مدير المنتجات بالشركة، أندرو بيل: “يمكننا محاكاة سيناريوهات بديلة تساعد على خفض التكاليف الجمركية دون الإضرار بجودة المنتج النهائي”.

ووصف زاك كاس الرئيس السابق لاستراتيجية الذكاء الاصطناعي في OpenAI التحديات الجمركية الحالية بأنها “لحظة تألق” للذكاء الاصطناعي مشيرا إلى قدرته على تعويض النقص في الموارد البشرية وتقديم حلول قابلة للتنفيذ في أوقات الأزمات.

وفي السياق ذاته، قالت شركة Wipro الهندية إنها توفر حلول ذكاء اصطناعي متقدمة — تشمل نماذج لغوية كبيرة وتقنيات رؤية حاسوب — لمساعدة عملائها على إعادة رسم استراتيجيات الموردين والتعامل مع التغييرات الجمركية ديناميكيًا. وأشارت إلى أن عملاءها يشملون مصنعا إلكترونيًا في آسيا وموردا لقطع غيار السيارات يصدر إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وأكد ناغيندرا باندارو الشريك الإداري في Wipro: أن “الذكاء الاصطناعي ليس حلا سحريا بل أداة تدعم السياسات التجارية وتحول التحديات إلى ميزة تنافسية تعتمد على التحليل والبيانات”.

ووفقًا لتقرير صادر عن شركة Capgemini في يناير الماضي، فقد صنّف نحو ثلاثة أرباع قادة الأعمال الذكاء الاصطناعي التوليدي كإحدى أبرز ثلاث تقنيات سيستثمرون فيها خلال عام 2025.

وأشار أجاي أغروال الشريك في شركة Bain Capital Ventures إلى أن فعالية الذكاء الاصطناعي ترتبط بجودة البيانات المتاحة له.
ولفت إلى أن شركة “FourKites“، التابعة لمحفظتهم الاستثمارية، تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل تأثيرات تغيير الموردين على اللوجستيات والتكاليف بالتعاون مع عدد من شركات Fortune 500.

وأضاف: “تغيير المورد قد يقلل من الرسوم الجمركية لكنه قد يؤدي أيضًا إلى تأخير التسليم وزيادة تكاليف النقل لا سيما في ظل تقلبات الأسعار والقدرات التشغيلية في قطاع الشحن العالمي”.

وفي وقت تزداد فيه تحديات التجارة الدولية، يبدو أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد خيار تقني بل أداة استراتيجية باتت ضرورية للشركات التي تسعى إلى الحفاظ على تنافسيتها وتكيفها السريع مع بيئة اقتصادية غير مستقرة.

Web Desk

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء تعطيل حاجب الإعلانات للاستمرار في استخدام موقعنا