
في أعقاب عملية “سِندور” العسكرية، تتجه الهند إلى تعزيز تحرك دبلوماسي دولي يستهدف تسليط الضوء على ما تصفه برعاية باكستان المستمرة للإرهاب العابر للحدود. وتدرس الحكومة الهندية مقترحًا لإيفاد وفد يضم ممثلين عن مختلف الأحزاب السياسية إلى عدد من العواصم العالمية بهدف عرض موقف موحد يعكس توافقا وطنيا بشأن التهديدات الأمنية التي تقول إنها تنطلق من الأراضي الباكستانية.
ووفقًا لما نقلته مصادر حكومية لقناة News18، فإن هذه الخطوة تهدف إلى تأكيد أن موقف الهند لا يعكس توجهًا حزبيا ضيقا، بل هو ثمرة لإجماع داخلي يستند إلى تجارب متكررة عبر حكومات متعاقبة. وقد شهدت البلاد هجمات إرهابية في مراحل مختلفة من بينها هجوم كارجيل عام 1999 والهجوم على البرلمان عام 2001 وهجمات مومباي عام 2008 وأخيرًا هجوم بولواما عام 2019 ما يدعم الطرح القائل بأن الإرهاب يمثل تهديدا طويل الأمد لمصالح الدولة وليس فقط للحكومة الحالية.
وتأتي هذه الخطوة ضمن حملة دبلوماسية أوسع تشهد نشاطا ملحوظا في أروقة الأمم المتحدة. فقد التقى وفد هندي مؤخرًا بمسؤولين في مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب ولجنة مكافحة الإرهاب حيث قدم ملفات وأدلة تتعلق بجماعة “جبهة المقاومة” (TRF) التي تتهمها الهند بالمسؤولية عن الهجوم الأخير في منطقة باهالغام. وتسعى نيودلهي إلى إدراج هذه الجماعة على لائحة مجلس الأمن للمنظمات الإرهابية من خلال تقديم أدلة تشمل بيانات استخباراتية وصورا بالأقمار الصناعية وتحليلات لمسارات تمويل مفترضة.
بالتوازي، نظمت الهند إحاطات أمنية حضرها ملحقون عسكريون من أكثر من 70 دولة جرى خلالها عرض تفاصيل عملياتية مرتبطة بضربات “عملية سِيندور” والتي تقول الحكومة إنها استهدفت مواقع لجماعات مسلحة. ووفقًا للمصادر، لم توجه دعوة إلى الصين لحضور هذه الإحاطات بينما مُنعت تركيا من المشاركة بعد أن قررت إرسال ممثل بدرجة منخفضة.
وتؤكد الهند أن تحركها لا يقتصر على الخطاب الإعلامي بل يستند إلى معلومات استخباراتية تسعى من خلالها إلى حشد دعم دولي أوسع للضغط على باكستان بما في ذلك العمل على إعادة إدراجها في “القائمة الرمادية” لمجموعة العمل المالي (FATF).
وترى أوساط سياسية في نيودلهي أن إرسال وفد متعدد الأحزاب قد يسهم في تقوية هذا التحرك، من خلال تقديم صورة تعكس وحدة وطنية حول قضية الأمن القومي وتخفيف الانتقادات التي تعتبر الموقف الهندي ذا طابع أيديولوجي أو ديني. كما أن وجود شخصيات من المعارضة داخل هذا الوفد قد يساهم في تعزيز مصداقية الرسالة أمام المؤسسات السياسية والإعلامية في الخارج.
وبحسب مراقبين، فإن هذه التحركات تشير إلى سعي الهند لإعادة تشكيل السردية الدولية بشأن علاقاتها مع باكستان وتحويل التركيز من الخلافات الثنائية إلى التحديات الأمنية التي تقول إنها تؤثر على الاستقرار الإقليمي والدولي.
Web Desk