
تنطلق اليوم الاثنين في مدينة إسطنبول التركية الجولة الثانية من المحادثات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا منذ اندلاع الحرب في فبراير 2022 وسط تصاعد عسكري حاد وخلافات واسعة بين الجانبين بشأن شروط إنهاء النزاع المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مشاركة وفد بلاده في المحادثات برئاسة وزير الدفاع رستم أوميروف ويضم نائب وزير الخارجية وعددًا من كبار المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين. من الجانب الروسي، يرأس الوفد فلاديمير ميدينسكي مستشار الكرملين.
وتأتي هذه الجولة بعد أن أسفرت الجولة الأولى، التي عُقدت في 16 مايو، عن أكبر عملية تبادل أسرى منذ بدء الحرب دون تحقيق أي تقدم في مسار التهدئة أو وقف إطلاق النار.
وتصاعد التوتر عشية المحادثات حيث أعلنت أوكرانيا شن هجمات جوية واسعة استهدفت قواعد روسية في سيبيريا تضم قاذفات قادرة على حمل رؤوس نووية فيما ردت موسكو بإطلاق 472 طائرة مسيّرة على الأراضي الأوكرانية في أكبر هجوم جوي منذ بداية الحرب، وفق ما أفادت به القوات الجوية الأوكرانية.
من جهته، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سابقا إلى إطلاق محادثات مباشرة مشترطا إعداد مذكرة روسية تشمل تصورًا عامًا للسلام قبل الحديث عن وقف إطلاق النار. وأكدت كييف أنها لم تتلق بعد هذه المذكرة، بينما قال ميدينسكي أمس الأحد إن موسكو تسلمت مسودة أوكرانية وسترد عليها اليوم.
وبحسب وثيقة حصلت عليها وكالة “رويترز“، سيعرض الوفد الأوكراني خارطة طريق للسلام تشمل رفض الاعتراف بسيادة روسيا على الأراضي الأوكرانية التي سيطرت عليها وعدم فرض قيود على القدرات العسكرية الأوكرانية بعد الاتفاق، إلى جانب مطالبة موسكو بدفع تعويضات. كما تقترح الوثيقة اعتماد خطوط الجبهة الحالية كنقطة انطلاق للنقاش بشأن السيطرة على الأراضي.
يُذكر أن روسيا تسيطر حاليًا على نحو 113 ألف كيلومتر مربع من الأراضي الأوكرانية أي ما يعادل قرابة خمس مساحة البلاد.
وتأتي المحادثات وسط دعوات دولية متزايدة لإنهاء الحرب، كان أبرزها من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي وصف بوتين بـ”المجنون” وانتقد زيلينسكي علنًا، لكنه أبدى تفاؤله بإمكانية التوصل إلى تسوية ملوّحا بفرض عقوبات جديدة على روسيا إذا استمرت في التعنت.
ومن المتوقع أن تشارك في المحادثات وفود من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، رغم عدم وضوح مستوى التمثيل الدبلوماسي لهذه الدول.
Web Desk