الصحةمنوعات

الألياف الغذائية تساهم في طرد “المواد الكيميائية” من الجسم

تعبيرية (radioalkul)

كشفت دراسة علمية عن بارقة أمل في معركة الإنسان ضد “المواد الكيميائية الأبدية” (PFAS) التي باتت تُشكّل خطرا صحيا وبيئيا عالميا. وأظهرت نتائج الدراسة أن تناول مكملات غذائية تحتوي على ألياف قابلة للذوبان يمكن أن يُساهم في خفض مستويات هذه المركّبات السامة في جسم الإنسان.

وتُستخدم مركبات PFAS في مجموعة واسعة من الصناعات والمنتجات اليومية مثل أواني الطهي غير اللاصقة ومنتجات التجميل والأقمشة المقاومة للبقع وعبوات الطعام ومعدات الإطفاء. وتتميز هذه المواد بقدرتها الشديدة على البقاء في البيئة لفترات طويلة ما أكسبها وصف “الأبدية” نظرا لبطء تحللها وتراكمها المستمر في أجسام البشر.

ورغم التحذيرات المتزايدة بشأن آثارها الضارة على الصحة والتي تشمل العقم وتأخّر النمو وزيادة مخاطر الإصابة بالسرطان، لا تزال الخيارات المتاحة لتقليل وجودها داخل الجسم محدودة.
لكن الدراسة التي نُشرت مؤخرًا في مجلة Environmental Health أعطت أملا جديدا، بعد أن سجلت انخفاضا ملحوظا في تركيز بعض مركبات PFAS في الدم بعد استخدام مكملات الألياف.

واعتمدت الدراسة على تحليل عينات دم لـ72 رجلا بالغا يعانون من ارتفاع الكوليسترول، تم جمعها بين عامي 2019 و2020 في إطار تجربة سريرية استهدفت في الأصل تقييم أثر الألياف على خفض الكوليسترول.
وقد تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين: الأولى تناولت مشروبا يحتوي على ألياف “بيتا جلوكان” ثلاث مرات يوميا لمدة أربعة أسابيع فيما تلقت الثانية علاجًا وهميًا.

ووفقًا للنتائج، فقد لوحظ انخفاض عام في مستويات PFAS لدى جميع المشاركين إلا أن الانخفاض كان أكثر وضوحًا لدى من تناولوا مكمل الألياف خصوصًا في المركّبات طويلة السلسلة مثل PFOA وPFNA وPFOS المعروفة ببطء تحللها في الجسم والبيئة.

ويشير الباحثون إلى أن هذه الألياف تعمل على تشكيل طبقة هلامية في الأمعاء تحتجز مركّبات شبيهة بحمض الصفراء ما قد يحد من امتصاص PFAS أو إعادة امتصاصها ويساهم بالتالي في طردها من الجسم.

ورغم النتائج المبشرة، أكدت الدراسة وجود بعض القيود أبرزها صغر حجم العينة وقصر مدة التجربة وعدم توثيق مصادر التعرض لـ PFAS خلال فترة الدراسة.
إلا أن الباحثين يرون أن هذه النتائج تُعد خطوة واعدة ويأملون في إجراء دراسات مستقبلية أوسع وأطول زمنا لبحث إمكانيات استخدام الألياف كوسيلة طبيعية للحد من تراكم هذه المركبات الخطيرة.

Web Desk

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء تعطيل حاجب الإعلانات للاستمرار في استخدام موقعنا