اقتصاد

شركة صينية تُحدث طفرة لوجستية: صاروخ يعيد توصيل الطرود ويهبط بنجاح على سطح البحر

صورة: logisticsmiddleeast

أعلنت شركة “SEPOCH” الصينية الناشئة في مجال الفضاء عن نجاحها في تنفيذ تجربة غير مسبوقة لتوصيل الطرود عبر صاروخ قابل لإعادة الاستخدام بالتعاون مع منصة “تاوباو” (Taobao) للتجارة الإلكترونية.

وأطلقت الشركة، التي تتخذ من العاصمة بكين مقرا لها صاروخها التجريبي “XZY-1” يوم 29 مايو الماضي محمّلا بأكثر من 20 كيلوجراما من الطرود ضمن تجربة لوجستية فريدة جرت قبالة الساحل الشرقي للصين. واستغرقت الرحلة الجوية 125 ثانية بلغ خلالها الصاروخ ارتفاعا قدره 2.5 كيلومتر، قبل أن يهبط عموديا على سطح البحر بالقرب من مقاطعة شاندونغ، وفق ما نقلته وكالة “شينخوا” الرسمية.

ويبلغ طول الصاروخ 26.8 مترا ويزن 57 طنا ومصنوع من الفولاذ المقاوم للصدأ. وتمكنت فرق الاستعادة من سحب الصاروخ من البحر خلال 18 ساعة فقط ليعود إلى منشآت الشركة بحالة ممتازة.

زوّدت SEPOCH الصاروخ بحجرة شحن بسعة 120 مترا مكعبا قادرة على نقل شاحنات صغيرة أو سيارات بوزن يصل إلى 10 أطنان. وشملت الحمولة التجريبية منتجات من متجرين على “تاوباو” من بينها مواد دعائية للمكتبة الوطنية الصينية وبطاقات بريدية تذكارية صُممت خصيصًا لهذه التجربة.

وعلّق مؤسس الشركة “وي يي” على التجربة قائلاً: “وصلت الطرود.. تحققوا منها!” مؤكدا أن بيانات الرحلة أثبتت اجتياز مستودع الشحن لاختبارات مقاومة الحريق والرطوبة والصدمات.

وتمثل التجربة مؤشرًا على دخول الصين رسميًا سباق تطوير تقنيات “التوصيل عبر الصواريخ”، والتي قد تحدث ثورة في قطاع الشحن العالمي من خلال تقليص زمن توصيل الطرود بين القارات من أيام إلى دقائق.

وفي هذا السياق، أوضح الخبير الفضائي “كاو مينغ” أن التقنية لا تزال في مراحلها الأولى لكنها تمهّد الطريق لما وصفه بـ”التوصيل الخاطف” مشددا على أهمية إجراء تجارب متكررة لضمان سلامة الصواريخ وكفاءة استعادتها.

رغم النجاح اللافت، أقرّ “وي” بأن تكلفة التوصيل عبر الصواريخ لا تزال مرتفعة ولا تصلح للتطبيقات اليومية مشيرا إلى أن الاستخدامات الأولية ستُركّز على إيصال الإمدادات الطارئة للمناطق النائية أو المتضررة من الكوارث.

وأكد أن اعتماد الشركة على صواريخ قابلة لإعادة الاستخدام واستخدام مواد قوية مثل الفولاذ المقاوم للصدأ سيُسهم في خفض التكاليف مستقبلا.

أظهرت الفحوصات الفنية أن هيكل الصاروخ لم يتعرض لأي تلف كما ظلت المحركات والمكونات الإلكترونية بحالة جيدة ما يعزز من استعداد الشركة لتنفيذ أول مهمة مدارية مع استعادة الصاروخ بنهاية عام 2025.

وتخطط SEPOCH لاستخدام “XZY-1” لنقل حمولة تصل إلى 7 أطنان إلى مدار على ارتفاع 1100 كيلومتر باستخدام وقود من الأوكسجين السائل والميثان. كما تعمل الشركة على تطوير مستودعات شحن خاصة لنقل المنتجات الطازجة والمواد القابلة للكسر، إلى جانب أنظمة أمان متقدمة لحماية الحمولة في حالات الطوارئ.

تُعد هذه التجربة نقطة تحوّل في عالم اللوجستيات الفضائية وتفتح آفاقا جديدة أمام مستقبل الشحن السريع والعالي الكفاءة.

Web Desk

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء تعطيل حاجب الإعلانات للاستمرار في استخدام موقعنا