وكالات – بدأ، اليوم الجمعة، مقاتلو حزب العمال الكردستاني تنفيذ أولى مراحل نزع السلاح في محافظة السليمانية شمال شرقي العراق في خطوة تاريخية تأتي بعد إعلان الحزب المحظور حله الذاتي ووقف نشاطه المسلح ضد الدولة التركية المستمر منذ أكثر من أربعة عقود.
وقالت مصادر رسمية تركية إن أنقرة تعتبر هذا التطور “نقطة تحول لا رجعة عنها” في مسار السلام وفرصة حقيقية لبناء مستقبل خالٍ من الإرهاب. وأكد مسؤول تركي رفيع أن بلاده تدعم عملية نزع السلاح بشكل كامل وتسعى إلى تحقيق مصالحة دائمة في المنطقة.
وشهدت المنطقة الجبلية قرب بلدة سورداش مراسم رمزية قام خلالها 30 عنصرا من الحزب بينهم أربعة قياديين، بإحراق جزء من أسلحتهم داخل كهف يُعرف باسم “كهف كاسنة”، وفق ما نقلته وكالة “فرانس برس”. وأشارت وكالة “فرات للأنباء” إلى أن بيانا رسميا سيصدر لاحقا عن المشاركين في العملية.
وقد فرضت السلطات المحلية إجراءات أمنية مشددة ومنعت وسائل الإعلام من دخول الموقع، على أن تُوزَّع لقطات مصورة لاحقا. كما حلّقت مروحيات عسكرية فوق المنطقة فيما انتشرت وحدات من القوات الأمنية في محيط الموقع لضمان سير العملية بسلاسة.
وتأتي هذه الخطوة في إطار مبادرة “تركيا خالية من الإرهاب” التي أُطلقت عقب إعلان الحزب، في مايو الماضي، قراره بحل نفسه ووقف الصراع المسلح. وقال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية التركي عمر جليك في تصريحات لقناة NTV: إن عملية نزع السلاح يُتوقع أن تكتمل خلال ثلاثة إلى خمسة أشهر تحت إشراف لجنة تضم مسؤولين من الاستخبارات والجيش التركي.
وأضاف جليك أن تجاوز هذه الفترة قد يُعرّض العملية لمحاولات تخريب واستفزاز مؤكدا أن الدولة التركية عازمة على استكمال هذا المسار التاريخي بما يحقق الأمن والاستقرار الدائمين.
يُذكر أن حزب العمال الكردستاني بدأ تمرده ضد الدولة التركية عام 1984 في صراع خلف أكثر من 40 ألف قتيل وتسبب في خسائر اقتصادية واجتماعية كبيرة.
Web Desk
