
نيودلهي – كشفت منصة “Scroll.in” الهندية، في مراجعة حديثة، عن أبرز ما ورد في كتاب الباحث آزاد عيسى الذي يتناول أوجه التشابه بين الأيديولوجيتين المتطرفتين “الهندوتفا” و”الصهيونية” معتبرا أنهما تمثلان مشروعين سياسيين يسعيان لفرض هيمنة دينية وقومية من خلال تهميش الأقليات وطمس هويتها.
ويسلط كتاب “أوطان عدائية” (Hostile Homelands) الضوء على الجذور التاريخية لكل من الهندوتفا والصهيونية مشيرا إلى أن الحركة الصهيونية وضعت أسس احتلال فلسطين عقب الحرب العالمية الأولى في حين دعم القوميون الهندوس الفاشية الأوروبية والصهيونية على حد سواء. ويرى الكاتب أن كلا المشروعين يتبنيان سياسة محو التنوع الديني والثقافي وفرض هوية موحّدة تستند إلى تفوق الأغلبية.
ويؤكد عيسى أن مؤسس الفكر الهندوتفائي “فينايك دامودار ساوركار” وصف المسلمين في عام 1939 بأنهم “يهود الهند” في إشارة إلى النظرة الإقصائية التي يحملها التيار الهندوسي المتشدد تجاه المسلمين.
وتتطرق المراجعة إلى الدعم العلني الذي تبديه حكومة ناريندرا مودي لسياسات الاستيطان الإسرائيلية وإلغاء جنسية الفلسطينيين مشيرة إلى أن إلغاء المادة 370 من الدستور الهندي الخاصة بكشمير وتسهيل تسجيل المستوطنين الهندوس في الإقليم يعبّران عن تطبيق مباشر للنموذج الصهيوني لا سيما “قانون الدولة القومية” الذي تبنته إسرائيل.
ويرصد الكتاب أوجه التلاقي بين ممارسات الهند وإسرائيل تجاه المسلمين حيث تعتمد الدولتان على قوانين تستهدف حرمانهم من الجنسية والحقوق الأساسية. ففي الهند، تحوّلت عمليات هدم منازل المسلمين تحت غطاء “إزالة التعديات” إلى سياسة رسمية في عهد حزب بهاراتيا جاناتا كما أطلقت منظمة “شيف سينا” حملات لطرد المسلمين من المجتمعات السكنية في مومباي.

كما تم استخدام “السجل الوطني للمواطنين” (NRC) في ولاية آسام لإقصاء المسلمين البنغاليين وتجريدهم من حق المواطنة والتصويت. وتشير المراجعة إلى أن التحريض ضد المسلمين أصبح أداة انتخابية تعتمد عليها قيادات حزب BJP لحشد الأصوات.
ويخلص الكتاب إلى أن أيديولوجيتي الهندوتفا والصهيونية تمثلان تهديدا حقيقيا للاستقرار الإقليمي والدولي في ظل ما تفرزانه من سياسات عنصرية تنتهك مبادئ العدالة وحقوق الإنسان وتستهدف بشكل مباشر الأقليات، وعلى رأسها المسلمون.
Web Desk