اقتصادالحرب التجارية

الهند تؤكد استمرار شراء النفط الروسي رغم تهديدات ترامب بالعقوبات

Shutterstock

وكالات – أعلنت مصادر رسمية هندية، اليوم السبت، أن نيودلهي ستواصل استيراد النفط من روسيا رغم تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي لوّح فيها بفرض عقوبات على الدول التي تواصل شراء النفط الروسي.

وكان ترامب قد صرّح، أمس الجمعة، خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، بأن الهند ستتوقف عن شراء النفط من روسيا في إطار سعيها لإبرام اتفاقية تجارية مع الولايات المتحدة مضيفا: “على حد علمي، الهند لن تشتري النفط الروسي بعد الآن. هذا ما سمعته ولا أعلم إن كان صحيحا أم لا”، وفقا لما نقلته وكالة “تاس” الروسية.

وتأتي تصريحات ترامب في وقت أصبحت فيه الهند أحد أكبر المشترين للنفط الروسي عالميا مستفيدة من التخفيضات السعرية التي تقدمها موسكو للدول غير الملتزمة بالعقوبات الغربية المفروضة عليها منذ بدء الحرب في أوكرانيا.

وبحسب تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز“، عززت الهند وارداتها من النفط الروسي بشكل كبير منذ فبراير 2022 حيث قفزت نسبة واردات النفط الروسي إلى الهند من 0.2% إلى نحو 45% من إجمالي وارداتها لتصل إلى أكثر من مليوني برميل يوميا بحلول مايو 2023 ما جعلها ثاني أكبر مشترٍ للنفط الروسي بعد الصين.

وكان ترامب قد وجه انتقادات للهند في وقت سابق من هذا الأسبوع مهددا بفرض رسوم جمركية عقابية بنسبة 25% على صادراتها إلى الولايات المتحدة في محاولة للضغط على نيودلهي لوقف تعاملاتها مع روسيا في قطاع الطاقة.

ورغم مساعي الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين لتقييد صادرات النفط الروسية إلا أن انخفاض الأسعار العالمية فتح الباب أمام الهند لزيادة مشترياتها حيث تمكنت من استيراد النفط الروسي بأسعار مخفضة وإعادة تكريره محليا ومن ثم تصدير المنتجات المكررة بما في ذلك إلى الأسواق الأوروبية.

وتشير البيانات إلى أن حجم التجارة النفطية بين الهند وروسيا خلال العامين الماضيين بلغ نحو 275 مليار دولار سنويا وهو ما انعكس إيجابيا على الاقتصاد الهندي وساعد في استقرار العملة المحلية “الروبية” نتيجة انخفاض فاتورة الواردات.

ومن المتوقع أن تزيد التوترات التجارية بين واشنطن ونيودلهي خلال الفترة المقبلة في ظل محاولات ترامب سد العجز التجاري البالغ 44 مليار دولار مع الهند فيما يرى مسؤولون هنود أن أحد الحلول المطروحة يتمثل في تنويع واردات الطاقة من الولايات المتحدة خاصة الغاز الطبيعي.

ورغم التحديات المحتملة، تظل الهند في موقع اقتصادي قوي حيث يُتوقع أن تحافظ على مكانتها كأسرع الاقتصادات نموا عالميا خلال السنوات القادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء تعطيل حاجب الإعلانات للاستمرار في استخدام موقعنا